أكد الدكتور لوط بوناطيرو الباحث في علم الفلك، الزلازل والأرصاد الجوية أن فصل الصيف الحالي لن يشهد نشاطا زلزاليا عنيفا، أو يفوق معدل الهزات الأرضية التي تعرفها الجزائر والتي يصل معدلها إلى 50 هزة شهريا، مشيرا إلى أن النشاط الزلزالي الحالي يتميز بالركود والاستقرار التام، مستبعدا أن تعرف مختلف مناطق الوطن هزات أرضية عنيفة على غرار ما وقع في الصائفة الماضية أين شهدت الأرض اهتزازات أرضية متفاوتة عبر مختلف ربوع الوطن. ويصف الدكتور بوناطيرو، المختص في الجيوفيزياء، في اتصال مع ''الحوار'' الهزات الأرضية الحالية بالعادية والطبيعية جدا للأرض، حيث أن الإنسان لا يحس بها، مؤكدا في نفس الوقت ''أن الجزائر ستشهد هزات متوسطة نتيجة لإفراز الأرض للفائض الطاقوي خلال هذه الصائفة''. وأشار ''بوناطيرو'' إلى أنه من خلال دورة الأرض يمكن تحديد الفترة الزمنية التي تزيد فيها حدة النشاط الزلزالي، وبالمقابل المدة الزمنية التي يضعف فيها هذا النشاط، حيث تشهد الأرض كل 11 سنة نشاطا زلزاليا قويا، ''حيث تصل الأرض إلى قمة الإفرازات الطاقوية بعد مرور 11 سنة من ذروة نشاطها الأول''، ويتوقع أن تكون قمة النشاط الزلزالي في العالم سنة 2014 باعتبار أن قمة النشاط الزلزالي الأخيرة كانت في .2003 وقال بوناطيرو بشأن تصاعد درجات الحرارة خلال هذا الموسم ''بما أن فصل الشتاء الماضي كان ساخنا فإن فصل الصيف الحالي لن يعرف درجات حرارة غير عادية ولن تتجاوز المعدل الفصلي، وإن فعلت ففي فترات فقط ورمضان لن يكون ساخنا جدا ويتميز بمعدل الشهر الفصلي''. وفي سياق مغاير وعن علاقة الحرارة بالنشاط الزلزالي قال نفس المتحدث إن ''الحرارة ليس لها علاقة بالنشاط الزلزالي لكنها قد تزيد من هذا النشاط''، مستطردا بالقول ''يمكن أن تزيد الحرارة الطين بلة، حيث ستساعد على تحفيز هذا النشاط الزلزالي الذي ما انفكت عدة عوامل تؤثر فيه على غرار هاته الفترة المهيأة لبعث الطاقة المخزنة في باطنها''. وعن عدد الهزات الأرضية التي عرفها الشهر الماضي قال بوناطيرو إنه تم تسجيل 40 هزة أرضية لا تفوق 5 درجات على سلم رشتر، وفي موضوع آخر سألت ''الحوار'' بوناطيرو عن المشروع المتعلق بإنشاء ''البنايات الذكية'' حسب مواصفات ومعايير مضادة للزلازل، فكان جوابه بأن المشروع لايزال ينتظر التمويل من عدة جهات لبدء تطبيقه على أرض الواقع، موضحا ''لا نعتمد على الدولة فقط ''، وأكد أن ''عناصر التمويل متوقفة على عدة أطراف منها المستثمرون أو حتى المواطنون الذين يجب أن يقصدوا بيتي للاطلاع على المشروع وبناء منازلهم بالطريقة التي تعتمد عليها البنايات الذكية لتفادي وقوع خسائر كبيرة أثناء حدوث أي نشاط زلزالي، من شأنه أن يقع خاصة في السنوات المقبلة مع العلم أن الجزائر بلد زلزالي''، ووجه بوناطيرو دعوة إلى كل من يريد بناء مسكن الاعتماد على هذه البنايات الذكية''.