انتقد رئيس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي عمل المعارضة في الجزائر، متهما إياها بتبييض صورة السلطة في الخارج من خلال الترويج لوجود ديمقراطية سياسية في البلاد، كما فتح النار على الأفافاس الذي قال بأنه حاد عن مبادئه، مؤكدا بأن حسين أيت احمد غير راض عن مبادرة "الإجماع الوطني"، واعتبر تنسيقية الانتقال الديمقراطي "فاشلة". كما تطرق في حوار ل"البلاد" إلى مسألة تعديل الدستور، مشيرا إلى أن السلطة تسعى لصياغة دستور "يخدم فرنسا"، وأضاف بأن الشعب هو المعارض الوحيد الذي يمكن أن يقطع الطريق أمام السلطة ولابد من تفعيل "الصحوة الوطنية". لاحظنا غياب الأفانا عن الساحة مؤخرا في ظل المستجدات الراهنة، هل فعلا تفكر في حل الحزب؟ أبدا وهذا ليس من صلاحياتي، قررنا إعادة هيكلة الحزب بما يخدم مبادئه، وتطهيره ممن يخدمون مصالحهم الذاتية على حساب المصلحة العامة، نحن الآن بحاجة إلى مناضلين حقيقيين. لم تكن من بين المنضمين إلى تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي ولا من المهللين بمبادرة الأفافاس، ولا أنت ممن يرحبون بمشروع تحالف أحزاب الموالاة، أين الأفانا من المستجدات الأخيرة على الساحة السياسية؟ حزبنا ينطلق في معارضته من مبدأ المصلحة العليا للبلاد، ونحن أول من جمع الأحزاب بعد تزوير الانتخابات الرئاسية للوصول إلى حلول، ولكن تلك الأحزاب "خانتني" وأصبحت ضحية في النهاية، المعارضة يجب أن تكون لها أرضية قبل أن تتحرك، وذلك يبدأ من الشعب، ولهذا فإن التنسيقة ستفشل مثلما فشلت المبادرات السابقة، وبالنسبة إلى مبادرة الأفافاس، فإن الحزب حاد عن مبادئه واختار العمل بالقاعدة المعروفة "التقرب من السلطة"، بعدما ابتعد أيت احمد عن الواجهة، وأنا متأكد أن "دا الحسين" غير راض عنها، ولن أكون طرفا فيها، لأن إطلاق مثل هذه المبادرات لن يخدم إلا السلطة، لأنها توهم الرأي العام الدولي بوجود ديمقراطية في الجزائر. وماذا عن مشروع تحالف أحزاب الموالاة، هل يمكن أن تشارك ما دمت قد لبّيت نداء السلطة في مشاورات الدستور؟ لن أشارك لا مع مبادرات المعارضة ولا مع مبادرة السلطة. ما رأيك في من يقول بأن السلطة نجحت في تفكيك المعارضة؟ بالفعل تفككت ولكن بسبب المصالح وليس بسبب السلطة. يبدو أن السلطة غير راضية عن نتائج مشاورات تعديل الدستور بسبب عدم مشاركة أحزاب وشخصيات محسوبة على المعارضة، مما أخّر الإعلان عن المسودة النهائية، ما رأيك خصوصا أنكم قدمتم مقترحاتكم في هذا الشأن؟ قدمنا مقترحاتنا بما يخدم مصلحة البلاد، وليست لدينا ثقة في السلطة، لأنها في الأخير لن تأخذ مقترحاتنا بعين الاعتبار، ومساعيها واضحة في صياغة دستور يخدم مصالح "فرنسا". وكيف سيكون ردكم في حال لم تأخذ مقترحاتكم بعين الاعتبار؟ سنستمر في المعارضة، ولكن المعارض الوحيد الذي يمكن أن يقف في وجه السلطة هو "الشعب"، ولهذا لابد من تفعيل "الصحوة الوطنية". أنت تعتبر أن التبعية الاقتصادية لفرنسا هي التي كرست للتبعية السياسية، وضح لنا؟ بالطبع، لأن الاستقلال السياسي ينطلق من الاستقلال الاقتصادي، والجزائر للأسف لا يزال اقتصادها مهزوزا وخيراتها منهوبة من فرنسا، وأنا ضد الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية في الظروف الراهنة، لأنه تهديد حقيقي للاقتصاد الوطني، وسيخلق طبقة "برجوازية" تسيطر على المال العام وتضعه في البنوك الخارجية، وهذا المال من حق الشعب، وفي المستقبل لن تكون هناك "طبقة متوسطة" في الجزائر، بل سينقسم المجتمع إلى أغنياء وفقراء. هل يمكن أن نتحدث عن وجود أزمة سياسية في الجزائر؟ البلاد أمام مفترق طرق، والأزمة "تولد الهمة" وهي أمر عادي بعدما وصلنا إليه، والمشكل الحقيقي الآن هو تهرب المسؤولين من مسؤولياتهم