اقتحمت مجموعات من المستوطنين، صباح اليوم الأربعاء، المسجد الأقصى المبارك، وبشكل متقطّع من باب المغاربة، تحت حراسة أمنية إسرائيلية مشدّدة، في حين يواصل المصلّون استعداداتهم لمنع أي صلاة تلمودية، داخل أسوار المسجد. من جهةٍ ثانية، أقدم مستوطنون متطرّفون في ساعة مبكرة من صباح اليوم، على الاعتداء على تلميذين من مدرسة الأيتام الإسلامية "ب"، في حي باب السلسلة، في البلدة القديمة بالقدس، واضطرّت المدرسة إلى إغلاق أبوابها، وتسريح طلابها. وفي تطوّرٍ لافت، أطلق مستوطن النار باتجاه مجموعة من الشبان، بالقرب من بلدة حزما شمالي القدسالمحتلة، بعد تعرّض مركبتهم للرشق بالحجارة. وكانت عدّة مركبات للمستوطنين، ومن بينها حافلة ركاب تابعة لشركة "إيغد" الإسرائيلية، تعرّضت فجر أمس، لهجمات بالحجارة والزجاجات الحارقة وإطلاق نار، قامت على إثرها قوات الاحتلال باقتحام قرية حزما، للبحث عن المهاجمين. وفي الأثناء، اعتدى عشرات المستوطنين، على عاملين فلسطينيين في بلدة دير ياسين غربي القدسالمحتلة، كانا في طريقهما للعمل هناك، والعاملان هما فؤاد عبيد من بلدة العيسوية، ومحمد فخري أبو ارميلة من بلدة كفر عقب، وتمّ نقلهما إلى المستشفى، بعد إصابتهما بجروح ورضوض في مختلف أنحاء الجسم. وفي غضون ذلك، فجّرت قوات الاحتلال صباح أمس، منزل الشهيد عبد الرحمن الشلودي، كجزءٍ من الخطوات العقابية والرد على العمليات الفلسطينية، عبر استئناف سياسة هدم المنازل التي كانت توقفت قبل نحو عشر سنوات. وكان وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، يتسحاق أهرونوفيتش، قد أعلن أنّ حكومته تعتزم إضافة 200 عنصر من الشرطة، ونشر أفراد وحدات خاصة على مشارف القرى والأحياء الفلسطينية في القدسالمحتلة، إلى جانب القيام بنشر حواجز عند مخارج الأحياء والقرى. وكرّر أهرونوفيتش، في مقابلةٍ مع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ادعاءات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بأنّ ما يحدث ليس انتفاضة بل هي حرب سننتصر فيها في نهاية المطاف، مدّعياً أنّ الانتفاضة كانت عملاً شعبياً يومياً وما يحدث الآن في القدس مختلف. وأقرّ بأنّ كافة العمليات التي جرت لم تكن منظّمة، وأنّه لم تتوفّر للأجهزة الإسرائيلية أية معلومات عن منفّذي هذه العمليات، مشيراً إلى أنّه من الصعب جداً تعقب فرد يقرر في صباح يوم ما القيام بعملية في القدس.