"هل المعاناة قدر محتوم علينا؟"، هي صرخة أحد سكان حي النجمة المعروف ب شطيبو بوهران، وهو الحي الذي أبت المعاناة أن تبرحه رغم تعاقب مختلف المسؤولين والأغلفة المالية المرصودة لمختلف المشاريع، وكان والي وهران "زعلان عبد الغني" عقب تنصيبه على رأس عاصمة الغرب قد ركز اهتمامه على هذا الحي نظرا لمعاناته التي أسالت الكثير من الحبر، وعقد "زعلان اجتماعات ماراطونية لانتشال الحي، إلا أن المعاناة تستمر وصرخات سكانه متواصلة ولا تجد من يسمعها، موجهين أصابع الاتهام إلى مختلف المسؤولين والمؤسسات المكلفة بالأشغال، بينها مؤسسة مكلفة بمشروع تهيئة أوقفت أشغالها مؤخرا تاركة الحي عبارة عن مستنقع من الأوحال، وهو ما دفع شبابا الأسبوع الماضي إلى قطع الطريق المؤدي إلى المنطقة الصناعية بالحجارة. حيث تحول الحي هذه الأيام إلى مستنقع موحل صعبت من خلاله حركة المواطنين والمركبات الخفيفة، الأمر الذي أثار استياء السكان. وزاد انقطاع التموين بالمياه الشروب منذ أسبوع من حدة الاحتقان بهذا الحي الذي كانت الوصاية قد خصصت له نحو 180 مليار سنتيم منذ 2010 للقضاء على مشاكل التهيئة التي يعرفها الحي منذ عقود، لكن هذا المبلغ الضخم لم يفلح في انتشال السكان من المعاناة مع الأوحال وبرك المياه الراكدة ومشكل انفجار قنوات الصرف الصحي التي باتت تتدفق داخل المنازل مما يهدد بكارثة صحية في أوساط القاطنين هناك. وحسب السكان فقد أفضت الأشغال التي تميز بها الحي منذ 3 سنوات إلى نتيجة غير متوقعة حيث لا يدري المواطنون كيف تم إنجاز هذا المشروع المتعلق بإنجاز قنوات الصرف الصحي، حيث لاحظوا عودة مياه الصرف الصحي إلى منازلهم وتسربها من المراحيض والبالوعات الفردية، وهو نفس السيناريو المخيف الذي عرفه الحي في السنوات الماضية بعد أن أصبح "البريكولاج" من طرف المقاولات التي أسند اليها المشروع سيد الموقف. والغريب في الأمر حسب السكان هو أن المشروع أسند إلى مؤسسات عمومية عريقة. لكن الإشكال طفا على السطح مجددا الأمر الذي استدعى فتح تحقيق في هذه المشاريع التي وصفوها بالمغشوشة والتي تهدد بانتشار أوبئة وأمراض فتاكة واضطر مؤخرا قاطنو هذا الحي إلى طرد إحدى المقاولات التي شرعت في وضع التراب الأبيض على الوحل الذي عاد إلى المنطقة بعد تساقط الأمطار. وقال السكان إنهم لا يرغبون في مشاريع ترقيعية وينتظرون مشاريع جدية تنقذهم من هذه المعاناة التي طال أمدها يحدث هذا رغم الاجتماعات المتكررة التي عقدها الوالي مع رئيس دائرة السانية ورئيس بلدية سيدي الشحمي في الأشهر القليلة الماضية عقب استلامه تسيير الولاية، حيث كان "زعلان" قد أمر بتنصيب لجنة مشتركة بين مختلف المديريات المعنية كالري والتعمير والمصالح التقنية للبلدية والدائرة قصد مرافقة مشروع تهيئة الحي وتعبيد طرقاته، غير أن الذي يتخوف منه السكان وقع مؤخرا وعاد بالتالي حسبهم كل شيء إلى نقطة الصفر، الأمر الذي جعل قاطني هذه المنطقة يهددون بالاحتجاج أمام مقر بلدية سيدي الشحمي، حسب ما صرح به مواطنون قالوا إنهم يستعدون لتنظيم حركة احتجاجية غير مسبوقة بعدما بلغ السيل الزبى، موجهين رسالة إلى الوالي الذي كان قد تعهد بوضع حد لمعاناة سكان الحي.