المعهد الوطني للأدلة الجنائية وعلم الإجرام يسلم نتائج التحاليل حول الحادثة للعدالة أحكمت قوات الجيش الوطني الشعبي حصارها على تحركات المجموعة الإرهابية التي تطلق على نفسها اسم "جند الخلافة" حيث أطلقت أمس في أعقاب تفكيك شبكة دعم وإسناد بالبويرة عمليات تمشيط واسعة النطاق بمشاركة فرق من الوحدات الخاصة بغرض العثور على جثة الضحية الفرنسي "بيار إيرفي غوردال"، وكذا تطويق الكتيبة الإرهابية التي اختطفته وأعدمته. أفادت مصادر أمنية عليمة بأن مصالح الجيش الوطني الشعبي تعتقد أن المجموعة الدموية التي اختطفت الرعية الفرنسية أرفي غوردال والتي يقودها الإرهابي المتطرف "قوري عبد المالك" لم تتجاوز جبال واسيف، حيث فرضت طوقا الأمنيا هائلا من جانب ولاية تيزي وزوعلى حدود التماس مع ولاية البويرة، موضحة حسب إفادات أربعة أشخاص ينتمون لخلية دعم وإسناد المجموعات الارهابية جرى تفكيكها قبل يومين بالبويرة أن الإرهابيين غير بعيدين ويتحصنون في منطقة تضاريس وعرة بالقرب من المكان الذي وقع فيه الاختطاف، حيث تواصل قوات الجيش قصف مروحي مكثف للمرتفعات الجبلية وعمليات البحث عن الجناة واسترجاع جثة الرعية الفرنسي التي تقترب من تحديد مكانه بدقة.ونقل شهود من قرية آيت أوربان الواقعة في ولاية تيزي وزو، أن منطقة تيكجدة بشكل عام تشهد حضورا أمنيا غير مسبوق خلال ال48 ساعة الماضية، كما انتشرت وحدات الجيش والقوات الخاصة في مختلف الغابات والمرتفعات المحيطة بالمنطقة.وكثفت قوات الأمن المشتركة حسب مصادر محلية الحواجز الأمنية على طول الطرق المؤدية إلى منطقة تيكجدة من مختلف الجهات، كما انتشرت وحدات الجيش التي ضاعفت من طلعاتها الجوية عبر كل المنافذ المؤدية إلى قرية آيت أوربان وتلاڤيلف. أما منطقة تيكجدة فقد عرفت تواجدا كبيرا لأفراد الأمن من كل الأسلاك، في مشهد لم تعرفه هذه المنطقة السياحية منذ آخر عملية عسكرية موسعة أعقبت حادثة الاختطاف في سبتمبر الماضي. وكشف مصدر أمني قريب من عمليات التمشيط والبحث والتفتيش أن 5 وحدات عسكرية متخصصة في مكافحة الإرهاب تنتشر حاليا بمنطقة "آيت أوربان" التابعة إقليميا لولاية تيزي وزو" ولا يستبعد أن تكون جثة الضحية قد أخفيت في مكان قريب من المنطقة. وذكر المصدر أن الوحدة 12 للقوات الخاصة بناحية البويرة تشارك في العمليات فضلا عن فرقة من الفوج 52 الطبي المتواجدة بمنطقة حيزر، إلى جانب 3 وحدات متخصصة في مكافحة الإرهاب لولاية تيزي وزو.وعلى صعيد متصل كشفت مصادر مطلعة أن ضباط المعهد الوطني للأدلة الجنائية وعلم الإجرام للدرك الوطني ببوشاوي، الذين تنقلوا في وقت سابق لتيكجدة قد سلموا نتائج التحقيق الجنائي لمصالح العدالة حيث شملت التحريات أيضا استغلال هواتف الموقوفين وكذا جهاز الإعلام الآلي المحمول للرهينة ووثائقه التي تركها بالشاليه الذي كان يقيم به مع أصدقائه، إلى جانب رفع البصمات وتحليلها. وكانت مرتفعات تيكجدة شهدت إعلان ولادة تنظيم إرهابي أطلق على نفسه "جند الخلافة في أرض الجزائر"، والذي نفّذ أولى عمليّاته الإرهابيّة، بخطفه في 22 سبتمبر الماضي، الرعية الفرنسي غوردال، ومن ثمّ إعدامه بعد يومين. ويبدو أن التنظيم، أراد لهذه العمليّة أن تشكّل منعطفاً جديداً في مسار نشاط الجماعات الإرهابيّة في الجزائر، ومحاولة جديّة لتمدّد تنظيم "داعش"، فعلياً، إلى الجزائر. وبعد انتهاء تلك العمليّة بشكل مأساوي، منذ ما يقارب الشهرين، اختفى التنظيم كلياً من المشهد الأمني، ويبدوأنه عجز عن القيام بأي تحرّك ميداني أواستقطاب مجندين جدد، في مؤشّر أوّلي على اجتياز الجزائر الشوط الأكبر من مرحلة مكافحة الإرهاب، بعد أن تمكّنت من القضاء على معظم المجموعات الإرهابية، الناشطة في المشهد الأمني الجزائري.