أرسلت قيادة الجيش الوطني الشعبي تعزيزات عسكرية معتبرة إلى المنطقة التي اختطفت فيها الرعية الفرنسية، وذلك بهدف تحديد مكانه والسعي لإطلاق سراحه، في الوقت التي أعلنت فيه الدبلوماسية الفرنسية رفضها التفاوض مع الخاطفين بأي شكل من الأشكال. أعلنت قيادة أركان الجيش الوطني الشعبي حالة الطوارئ عقب اختطاف متسلق الجبال الفرنسي هيرفيه بيار غوردال، حيث سخرت العديد من الوحدات العسكرية المختصة في مكافحة الإرهاب تضم حوالي 1500 جندي والتي تنتشر حاليا في منطقة «آيت أوربان» بولاية تيزي وزو، وهي المنطقة غير البعيدة عن جبال جرجرة التي كانت تتواجد فيها الرعية الفرنسية رفقة متسلقي جبال جزائريين أثناء وقوع عملية الاختطاف، وذكرت بعض المصادر أن الوحدة 12 للقوات الخاصة تشارك هي الأخرى في عمليات البحث تحت إشراف قائدي القطاع العملياتي لكل من ولايتي البويرة وتيزي وزو. من جهتها منطقة تكجدة بولاية البويرة أين استأجر «غوردال» شاليه،شهدت تعزيزات أمنية كبيرة، حيث تم نصب حاجز عسكري بالإضافة إلى تشديد عملية مراقبة المركبات المارة عبر الطريق الوطني رقم 33 الرابط بين ولايتي البويرة وتيزي وزو. إستنفار أمني في الجزائر العاصمة دفعت عملية اختطاف الرعية الفرنسية الجهات الأمنية إلى تعزيز تواجدها على مستوى مختلف المؤسسات الاستراتيجية بالجزائر العاصمة على غرار الوزارات والسفارات والفنادق التي يرتادها الأجانب بكثرة وذلك تحسبا لأي عمل إرهابي، حيث شهدت العاصمة انتشارا كبيرا لأفراد الشرطة على مستوى مختلف الطرق خصوصا عند مداخل الولاية، كما شهد محيط كل من دار الصحافة «الطاهر جاووت» و»فريد زيوش» ومقري مؤسستي الإذاعة والتلفزيون العموميين إجراءات أمنية كبيرة تحسبا لإمكانية استهدافها بعمل إرهابي. فرنسا ترفض التفاوض مع الخاطفين أعلن إيمانويل فالس رئيس الوزراء الفرنسي أن بلاده «لن تتفاوض أو تتباحث» مع خاطفي «غوردال»، وأكد فالس، أمس، أن فرنسا «لن تخضغ أبداً للابتزاز.. ففي حال تنازلنا ولو قليلا فذلك يشكل انتصارا للإرهاب»، وهذه التصريحات المخالفة للطريقة التي تعاملت بها فرنسا مع قضايا اختطاف رعاياها حيث كانت تسارع للتفاوض ودفع الفدية، يمكن أن تكون حسب متتبعين نتيجة التطرف الشديد لتنظيم «جند الخلافة»، حيث يعرف هذا التنظيم لدى مصالح الأمن الجزائرية بأفكاره المتشددة وصعوبة التفاوض معه. وأكد فالس أن فرنسا ستواصل ضرب معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام )داعش(، وذلك في إطار التحالف الدولي، وذلك بعد أن هدد الخاطفون بإعدام الرهينة، في حال لم توقف فرنسا عمليات القصف في العراق في ظرف 24 ساعة، حيث بث التنظيم شريط فيديو عبر الانترنت يظهر «غوردال« رفقة ملثمان توسل من خلاله الرئيس الفرنسي للعمل بكل ما في وسعه لإخراجه من الورطة. كما أعلنت الرئاسة الفرنسية أن فرانسوا هولاند الرئيس الفرنسي تحادث هاتفيا مع عبد المالك سلال الوزير الأول أين تم التأكيد على وجوب التعاون الشامل بين البلدين من أجل تحرير الرهينة غورديل. هذا وطالبت وزارة الخارجية الفرنسية من رعاياها المقيمين في نحو 30 دولة ضمت جميع الدول العربية أو المتوجهين لها ب «توخي أقصى درجات الحذر» بعد تهديد تنظيم «داعش« باستهداف الرعايا الغربيين ولا سيما الفرنسيين منهم. هذا هو تنظيم «جند الخلافة» الموالي ل «داعش» أعلن تنظيم «جند الخلافة« مبايعتها لتنظيم «داعش« قبل أيام، حيث لا يتعدى عدد عناصر هذا التنظيم ال 20 مسلحا وينشط بين ولايات تيزي وزو وبومرداس والبويرة، ويتزعم الجماعة «قوري عبد المالك« المدعو «خالد أبو سليمان«، البالغ من العمر 37 عاما، وهو مسؤول كتيبة «الهدى« سابقا، وينحدر من ولاية بومرداس شمال الجزائر، حيث قضى خمس سنوات في السجن بتهم مرتبطة بالإرهاب قبل أن يلتحق بالجبل من جديد رفقة شقيقه، حيث كان من بين «مستشاري« عبد المالك درودكال، زعيم تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي« ، قبل أن ينقلب عليه.