التغييرات الأخيرة لمحافظي الولايات زادت من تأزم الوضع داخل الحزب قلل منسق الحركة التقويمية داخل حزب جبهة التحرير الوطني عبد الكريم عبادة، من أهمية اللقاءات التي يجريها الأمين العام للأفلان عمار سعداني مع محافظي الولايات وأعضاء مجلس الأمة ونواب البرلمان للحزب، من أجل استعراض شرعيته وإعطاء ضربة قوية لخصومه، وتعبيد الطريق أمام المؤتمر العاشر للحزب المقرر عقده في الثلاثي الأول من السنة القادمة وتوقع أن يتجه الحزب إلى مزيد من التأزم والتشتت بعد التراكم الذي يعرفه الحزب -حسب عبادة- على مستوى البرلمان والمحافظات. وقال عبادة إن الحزب العتيد يعاني من ظاهرة صحية وهي تتراكم على جميع المستويات سواء داخل المحافظات وحتى البرلمان، ووصف منسق الحركة التقويمية في الأفلان سابقا، لقاءات سعداني بإطارات الحزب المتكررة باللقاءات الاستعراضية والفولكلورية، مضيفا في سياق متصل أن الغرض من هذه اللقاءات هو السب والشتم والتهديد، والتهجم على معارضيه دون أن تكون لديها أهداف وبرامج وهو ما اعتبره عبادة ضربا لمصداقية الحزب العتيد، الذي عرف تغييرات كبيرة على مستوى المحافظات، كما تم تقسيم المحافظات في عدد من الولايات ليتبعها سعداني بلقاء مع 75 محافظا للولايات خلال الأسبوع الثاني من الشهر الحالي وانتهى بتأكيد المحافظين شرعية سعداني على رأس الحزب، وهو ما أكده لقاء آخر عقد يوم الأربعاء المنصرم بفندق الأوراسي حضره 188 نائبا و37 عضوا في مجلس الأمة في حزب جبهة التحرير الوطني لتوجيه الضربة لخصومه الذين شرعوا في التحرك من أجل عقد دورة طارئة للجنة المركزية. وقال عبد الكريم عبادة في اتصال هاتفي ب«البلاد" إن حزب جبهة التحرير الوطني لا يحتاج إلى استعراض عضلات أمام الكاميرات، مضيفا أن حزب الأغلبية بحاجة إلى إعادة هيكلة صحيحة لتصليح الوضع، معتبرا أن الحزب يعاني حالة تأزم وانسداد تزداد يوما بعد يوم، كما اعتبر عبادة أن تغييرات سعداني الأخيرة لمحافظي الولايات زادت من تأزم الوضع داخل الأفلان وقد سببت الكثير من المشاكل بين أعضاء اللجنة المركزية من مؤيد لهذه التغييرات وهو ما تسبب أيضا في حالة الفوضى التي وصلت إلى حد العراك بالأيدي، أضاف أن هذه التغييرات نيتها الإقصاء والإبعاد واستبدال مناضلين حقيقيين بغير المناضلين، ويستغرب عبادة اللجوء إلى استحداث محافظات جديدة، بينما الهياكل الموجودة أصلا لم يجر تفعليها، ومفروض أنهم يفعلون الموجود ويعالجون القضايا المتعلقة بالمناضلين، لا أن يضيفوا هياكل جديدة تزيد عبئا على الحزب، وتوعد عبادة باتخاذ إجراءات والتدابير اللازمة التي رفض الإفصاح عن الخطة التي سيعمل بها مناوئوا سعداني في حالة عدم استجابة الأمين العام للأفلان عمار سعداني للرسالة التي بعثوا بها قبل أيام تتضمن تحليلا لوضع الحزب، كما تضمنت حلولا لإرجاع الأفلان إلى مكانته الطبيعية، وتم طرح في نفس الرسالة خطة عمل تحضير للمؤتمر العاشر للحزب. وفي سياق ذات صلة، فند ما تم الترويج له من قبل مناضلين أن الحركة التقويمية تلاشت، لافتا إلى أن الحركة لا تزال تملك قاعدة شعبية ستتحرك بأكثر فاعلية في الأيام القادمة.