هاجمت صحيفة كيهان الحكومية المتشددة التي يديرها حسين شريعتمداري مستشار المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، تمديد المفاوضات النووية، في افتتاحيتها وقالت إن "إيران قدمت تنازلات للغرب دون مقابل، ودون حصول إتفاق". ورأى شريعتمداري في مقاله، أن قرار فيينا حول تمديد المفاوضات مع دول 1+5 ل7 أشهر قادمة "لم يكسب إيران شيئا، إنما أدى إى تقديم تنازلات عديدة للخصم"، على حد تعبيره. وأضاف "لقد أوقفنا عملية التخصيب بنسبة 20 % وفقا لاتفاق جنيف، وقمنا بأكسدة اليورانيوم المخصب بنسبة 20 %، وحوّلنا عملية البحث والتطوير النوويين لبلادنا، كما أوقفنا مواصلة نشاط مفاعل أراك للمياه الثقيلة، إضافة إلى تجميد أو خفض نشاطات أخرى". وتساءل "لكن ماذا حصلنا إزاء كل هذا؟ .. يمكن القول بكل جرأة: حزمة من الوعود الخاوية حيث لم يتم الإلتزام بأي منها لحد الآن"، مضيفا "لقد أعلن أوباما بكل صراحة، بأن اتفاق جنيف أوقف تقدم البرنامج النووي الإيراني من دون شك. كما طمأن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الكونغرس عندما أشار إلى اتفاق جنيف، وقال إن أجهزة الطرد المركزي لا يمكن أن تعود إلى ما كانت عليه في السابق، مؤكدا على أننا سنكون أغبياء إن أردنا أن نترك الظروف الراهنة ونعود إلى الوراء". وهاجم شريعتمداري الرئيس الإيراني حسن روحاني، قائلا باستغراب إن"روحاني يدعي بأن أجهزة الطرد المركزي مازالت تعمل، غير أنه لا يذكر عدد الأجهزة التي تدور وكم منها قد أوقف عن النشاط". ويرى مستشار خامنئي أنه "رغم كل التنازلات التي قدمتها إيران فإن وعود الغرب بالإفراج عن 2/4 مليار دولار من أرصدة إيران لن تكون ذات جدوى، حيث أن الغرب سيجمد بالمقابل عشرات المليارات من الدولارات من الأرصدة النفطية الجديدة للبلاد" على حد زعمه. غير أن المرشد الأعلى نفسه، أعلن الخميس، أنه لا يعارض تمديد أجل المحادثات النووية بين بلاده والقوى العالمية، ليعزز بذلك موقف فريق التفاوض في مواجهة هجوم مساعديه المحافظين لفشله في إبرام اتفاق كان سيعني تخففاً كبيراً من العقوبات. من ناحية أخرى، أعلن رئيس مجلس الشورى الإيراني "البرلمان" علي لاريجاني أن "إيران تعاني من جفاف مالي منذ سنتين بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية". وعبر لاريجاني خلال كلمة له في مدينة يزد، يوم الأربعاء، عن رضاه عن تمديد المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني لسبعة أشهر مع الغرب، قائلاً إنه "يمكن الاتفاق حول الكثير من المجالات، شرط ألا ينظر الغرب للمفاوضات بعقلية السمسرة"، على حد تعبيره. وأشار رئيس البرلمان الإيراني إلى معارضة النواب المتشددين لتمديد المفاوضات "طرح النواب عدة مرات تساؤلاً مفاده: ما الفائدة من التزام إيران بجميع تعهداتها الدولية إذا تتعرض للعقوبات كل مرة؟"، مؤكداً أنه "لا يرى أن إنهاء المفاوضات أمر جيد".