أعلن في مدينة غازي عينتاب التركية عن تأسيس "مجلس قيادة الثورة السّورية". وانبثق المجلس عن مبادرة "واعتصموا" التي أُعلنت قبل نحو ثلاثة أشهر في الداخل السوري بمشاركة نحو مائة فصيل عسكري من أهم فصائل المعارضة المسلحة. وانتخب المجتمعون قيس الشيخ رئيساً للمجلس، وقد توافقت الفصائل المنضوية على آليات للحفاظ على الهوية الوطنية وإنهاء ما وصفته بمخلفات النظام الفاسد، إضافة إلى التصدي للإرهاب والممارسات المضرة بالثورة السورية. وجاء الإعلان عن المجلس بعد مرحلة تحضيرية شهدت انتخابات لممثلي الهيئات السياسية والعسكرية والمدنية. وأوضح باسل غزال، المتحدث باسم اللجنة التحضيرية بالمؤتمر التأسيسي لمجلس قيادة الثورة، أن الإعلان عن التشكيل الجديد جاء بعد اجتماعات عديدة مكثفة، تخللتها خلافات بين ممثلي الفصائل، لافتًا إلى أنه في نهاية تلك الاجتماعات تم التوصل إلى اتفاق على تشكيل المجلس وآلية عمله. وقرأ غزال ميثاق المجلس الذي يتمتع بالإلزامية لجميع أعضائه، ومن أهم بنوده "إسقاط النظام، والتشاركية في بناء الدولة، واستقلالية القرار السوري، والتأكيد على العدالة، وحرية كافة مكونات النسيج الاجتماعي السوري". ونصت رؤية المجلس على توحيد فصائل الثورة لإسقاط النظام بكافة رموزه وأركانه، والعمل على تنسيق، وإدارة المرحلة الانتقالية، لحين تسليم السلطة للشعب، وتبني مبدأ سيادة القانون. وألقى رئيس المجلس المنتخب قيس الشيخ كلمة أشار فيها إلى معاناة الشعب السوري من النظام ومن الفساد، وأكد أن المجلس سيعمل بشكل متلازم ضمن المسارات العسكرية والسياسية والمدنية. وأوضح الشيخ أن المجلس ليس بديلًا عن أية تكتل أو ائتلاف، لافتًا إلى أن المجلس يمد يده إلى كل التيارات والتوجهات، أينما كانت، كما أكد أن المجلس سيتحلى بالواقعية والحكمة في اتخاذ القرارات، ومراعاة الظروف السياسية والعسكرية القائمة، في التحرك، دون أن يكون ذلك على حساب قيم وأهداف الثورة. والشيخ من مواليد مدينة دير الزور عام 1943، وحصل على بكالوريوس في الحقوق من جامعة دمشق، وعمل مستشارا بمحكمة الاستئناف المدنية ثم ندب عضوا بإدارة التشريع بالإضافة لتكليفه بالتفتيش القضائي، ومستشارا بمحكمة النقض، ثم رقي إلى مدير إدارة التشريع. وعمل خلال ذلك رئيسا لكثير من اللجان والجهات التأديبية التي يرأسها القضاة، وكان أعلن عن استقالته من وزارة العدل بالحكومة المؤقتة. ويشكل مجلس قيادة الثورة السورية واحدًا من أكبر المجالس ذات الصبغة العسكرية، من حيث عدد وحجم الفصائل المنضوية تحته.