واصلت قوات النّظام السوري حملتها العسكرية على مناطق مختلفة، بينما هاجم مقاتلون من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني الموالي للنظام مناطق بالحسكة وقتلوا مدنيين ودمروا منازل. ومن جهة أخرى تمكن تنظيم (الدولة الإسلامية) من بسط سيطرته على بلدة أطمة المهمة بريف إدلب. وتواصلت حملة القوات النّظامية على منطقة القلمون في ريف دمشق الغربي، وقتل ثلاثة مدنيين برصاص قناصة النّظام في ريف دمشق الجنوبي، بينما دارت اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنّظامي في أحياء عدة بالعاصمة دمشق. على صعيد آخر، أفاد نشطاء بأن ما يعرف بتنظيم (الدولة الإسلامية في العراق والشام) بسط سيطرته على بلدة أطمة بريف إدلب بعدما اجتاح مقر لواء صقور الإسلام -وهي جماعة توصف بأنها معتدلة- واعتقل زعيمها. وقال ناشطون إن تنظيم الدولة نشر مدافع مضادة للطائرات عند تقاطع الطرق الرئيسي واستولى على أطمة. وفي الأيّام القليلة الماضية اندلع القتال بين صقور الإسلام وأعضاء آخرين في الجيش السوري الحر بعدما استولت صقور الإسلام على سبع شاحنات محملة بالسلاح مرسلة من هيئة أركان الجيش الحر مرت من أطمة. وقال ناشط من أطمة إن مقاتلي صقور الإسلام أُنهكوا بعد القتال مع هيئة الأركان، فتمكن مقاتلو (الدولة الإسلامية) من الدخول بسهولة إلى مقارهم. وبلدة أطمة القريبة من تركيا كانت تعد بالنسبة للمعارضة السورية المسلحة نقطة عبور للأسلحة وللمعارضين وخاصة المصابين منهم، وسقوطها بيد هذا التنظيم اعتبره المراقبون خسارة كبيرة للجيش الحرّ. وفي أوت الماضي سيطرت (الدولة الإسلامية) على بلدة أعزاز على الحدود الشمالية وطردت وحدة أخرى تابعة لهيئة أركان الجيش الحر، مما دفع تركيا لإغلاق معبر حدودي قريب. سبعة فصائل سورية تندمج ب "الجبهة الإسلامية" ميدانيا أيضا، أعلنت سبعة فصائل مقاتلة بمناطق مختلفة بسوريا اندماجها في تكتل واحد باسم (الجبهة الإسلامية) يهدف إلى إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد و(بناء دولة إسلامية راشدة)، وأكد رئيس مجلس شورى الجبهة أحمد عيسى الشيخ أنه لا تعارض بين عملها والجيش السوري الحرّ. تضمّ الجبهة كلا من حركة أحرار الشام الإسلامية وجيش الإسلام وألوية صقور الشام، ولواء التوحيد ولواء الحقّ وكتائب أنصار الشام والجبهة الإسلامية الكردية. وتنشَط هذه الألوية والكتائب والفصائل في مناطق منها دمشق وريف دمشق ومحافظات حمص واللاذقية وحماة وإدلب وحلب ودير الزور. وقال رئيس مجلس الشورى للجبهة الإسلامية أحمد عيسى الشيخ إن الهدف من اندماج هذه الفصائل والألوية هو (إحداث نقلة نوعية في الحراك العسكري ورص الصفوف وحشدها بشكل يجعلها بديلا للنّظام في جميع الصعد)، وأضاف أن (الجبهة ستتعاون مع كلّ العاملين المخلصين على الساحة السورية)، مؤكّدا أنه لا تعارض بين عمل الجبهة والجيش السوري الحرّ. وقال (ننسق مع جميع الفصائل ونقدر كل من يعمل في الساحة السورية بشرف وشفافية). وفي تعليق له على تشكيل الجبهة قال الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية اللواء فايز الدويري إنه ما لم يكن هناك تواجد حقيقي للجبهة على الأرض فإنها لن تختلف كثيرا عن كيانات تشكلت في السابق. وأضاف الدويري أن إعلان تشكيل الجبهة أظهرها وكأنها بديل للائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية وللجيش الحرّ، وتابع أن السؤال هو ما مصير الجيش الحر الذي بدأ دوره يتلاشى على الصعيدين الميداني والسياسي، حسب قوله. وأضاف الدويري أن بيان الجبهة تحدث عن دور سياسي وعسكري، مما يعني أن هناك انشقاقا كبيرا في الجيش الحر والائتلاف المعارض، مشيرا إلى أنه رغم إعلان أن هناك تعاونا معهما فإن المرجعية المختلفة تعني اختلافا بين الجبهة من جانب والائتلاف المعارض والجيش الحر من جانب آخر. بوتين يدعو إلى إقناع معارضة سوريا بحضور "جنيف 2" في الشقّ السياسي، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه يتعيّن على الدول الغربية إقناع المعارضة السورية بحضور مؤتمر (جنيف 2) مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، في حين قال رئيس الوزراء التركي رجب طيّب أردوغان إنه في حال عقد المؤتمر سيتم التوصل إلى حل للأزمة السورية. ففي مؤتمر صحفي مشترك مع أردوغان بمدينة سان بطرسبرغ، عبر بوتين عن أمله بعقد مؤتمر (جنيف 2) في أقرب وقت ممكن، وقال إن بلاده حملت على عاتقها مسؤولية إقناع السلطات السورية، ويتعيّن على الشركاء الغربيين إقناع المعارضة بذلك أيضا. من جهته، قال أردوغان في المؤتمر الصحفي إن بلاده منذ البداية دعمت فكرة عقد مؤتمر (جنيف 2)، مضيفا أنه في حال عقد المؤتمر سيجري التوصل إلى حل للأزمة السورية، وأضاف أن عدد ضحايا الأسلحة الكيميائية في سوريا بلغ 1500 شخص تقريبا، وأن المدنيين هناك يستهدفون من السماء ومن الدبابات وغيرها من أنواع الأسلحة، معتبرا أن النّظام السوري مسؤول عن ذلك إلاّ أنه أشار إلى أن ما سماها (المجموعات المتطرفة) هي أيضا مسؤولة عن الأوضاع الراهنة في سوريا. وقال أردوغان إن تأخير عقد مؤتمر السلام يتيح وقتا للأسد، وأضاف: (يجدر بنا عدم إضاعة الوقت، نحن منذ البداية دعمنا عقد مؤتمر دولي حول سوريا، ولكن للأسف لم يؤدّ المؤتمر الأوّل إلى النتائج المرجوة، لكن جنيف 2 سيؤدّي إلى نتائج ملموسة).