تراجعت أسعار النفط الخام إلى مستويات دنيا لم تسجلها منذ 5 سنوات، حيث بلغ سعر البرنت أمس الإثنين، 67.62 دولارا، وهو المستوى الأقل منذ أكتوبر 2009. في حين سجل الخام الأمريكي انخفاضا قياسيا ليبلغ 64.66 دولارا للبرميل الواحد، ليتواصل بذلك مسلسل انهيار أسعار النفط ويشكل بعد 5 أشهر أطول فترة انحسار للأسعار منذ الأزمة المالية العالمية سنة 2008. في السياق ذاته، حذر مركز الطاقة بالمعهد الفرنسي من أن دولة مثل الجزائر من الممكن أن يؤدي بها انخفاض سعر البترول إلى مشاكل على صعيد الجبهة الاجتماعية، نظير الضغوطات الديمغرافية التي تتعرض لها بعد أن فشلت في تنويع اقتصادها، في الوقت الذي كشف فيه تقرير حديث بموقع "بلومبيرج" المختص عن إمكانية تراجع سعر النفط إلى 40 دولارا للبرميل، وأشار التقرير إلى أن تراجع سعر النفط الحالي يبرهن على أنه الأسوأ منذ سنوات، ويهدد بتداعيات عالمية لهبوط الأسعار مشابه لما حدث قبل ثلاثة عقود أدت إلى أزمة الديون المكسيكية ونهاية الاتحاد السوفيتي. وحذر التقرير من أن عجز الحكومات عن تقديم الدعم سيتسبب في اضطرابات سياسية وفوضى، وقال الخبير بمجال الطاقة والنفط بمعهد جاثام هاوس بلندن، بول ستيفن، إن غالبية الدول الأعضاء بمنظمة الأوبك في حاجة لأكثر من 100 دولار كسعر للبرميل لتحقيق توازن في ميزانيتها، محذرا من أن تقليص نفقاتها سيتسبب في كثير من المشاكل، ويرى ستيفن أن تراجع سعر النفط إلى 40 دولارا سيضر بشركات التنقيب الصخري الأمريكية أيضا. فيما يرى مدير مركز الطاقة بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، ماريا كليري، أن الدول المنتجة للنفط لن تعاني جميعها من تراجع سعر النفط، مشيرة إلى أن المملكة العربية السعودية والأمارات وقطر يمكنها أن تتعايش مع انخفاض نسبي في سعر النفط، منبهة إلى أن الحال يختلف مع الدول التي تعاني ضغطا ديموغرافيا قويا، خاصة في إيران والعراق وفنزويلا ونيجيريا والجزائر وأنغولا والتي فشلت في تنويع اقتصادياتها.