أشار المعهد الملكي البريطاني للدراسات الدولية "شاتام هاوس" في دراسة له إلى احتمال أن يصل سعر برميل النفط 200 دولار في السنوات المقبلة. وقد حذر المعهد -حسبما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أول أمس الجمعة- من اندلاع أزمة تتعلق بإمدادات النفط الخام في العالم ما سيؤدي إلى رفع أسعار النفط إلى 200 دولار للبرميل. وأوضح المعهد أنه على الرغم من وجود الكثير من النفط في باطن الأرض، إلا أن الشركات والحكومات فشلت في استثمار ما يكفي منه لضمان حسن سير الإنتاج. ويعد انخفاض الطلب على النفط -حسب الدراسة الصادرة عن المعهد- السبيل الوحيد إلى تفادي الأزمات المقبلة. وحذر معد الدراسة الصادرة عن المعهد بهذا الشأن البروفسور بول ستيفنس من أن الاستثمار في إمدادات النفط الجديدة كان غير مناسب، حيث فضلت الشركات النفطية إعادة الأرباح لأصحاب الأسهم بدلا من إعادة استثمارها، غير أن ستيفنس خلص إلى أن "الإجراءات السياسية المشددة هي فقط القادرة على تحقيق نتيجة سريعة" لزيادة إمدادات النفط وتخفيض الأسعار وهي خطوة قد لا تحظى بالتأييد الشعبي من الناحية السياسية. وكانت أسعار النفط واصلت انخفاضها أول أمس الجمعة مقابل ارتفاع الدولار الأمريكي بشكل لم يصل إليه منذ ستة أشهر مقارنة باليورو، ووسط توقعات تباطؤ الطلب العالمي التي عادلت القلق إزاء الإمدادات بشأن حريق في خط أنابيب تركي رئيسي. وشهد الدولار الأمريكي انتعاشا قويا مقابل اليورو بعد أن ترك البنك المركزي الأوروبي وبنك انجلترا سعر الفائدة دون تغيير، الأمر الذي دفع التجار للبيع. وبالإضافة إلى ذلك، عززت إجراءات البنوك المركزية أيضا التوقعات بأن الاقتصاديات في العالم تشهد تباطؤا وأن الطلب على النفط سيتراجع. وانخفض الخام الحلو الخفيف تسليم سبتمبر 4.82 دولارا ليستقر عند 115.20 دولار للبرميل في بورصة نيويورك التجارية وواصل انخفاضه لأقل من 115 دولار للبرميل في التعاملات الالكترونية بعد الإقفال، ويرى العديد من التجار أن 117 دولار للبرميل يمثل مستوى دعم رئيسي للنفط الخام ويبررون ذلك بأن أي تحرك دون هذا المستوى يشير إلى أن الانخفاض الأخير يمثل تراجعا قصير المدى.