تسبب تراجع أسعار النفط وخفوت الطلب العالمي في مراجعة الشركة البترولية المتعددة الجنسيات "دراغون أويل" عن نواياها في الاستثمار في الجزائر. وألغت الشركة التي تتخد من "دبي" مركزا لها عقد شراء لفرع شركة "بيتروسيلتيك" الإيرلندية في الجزائر حسب ما أعلنت عنه صحيفة "الفينانشل تايمز" البريطانية في عددها الصادر أمس، وسيؤدي إلغاء هذه الصفقة دون شك إلى كبح عجلة تطوير الصناعة البترولية التي تبحث عن التعافي منذ الهجوم الإرهابي على "مجمع تيڤنتورين" الذي أدى إلى نفور الشركات الأجنبية من الاستثمار في مجال يعتبر عصب الاقتصاد الوطني. وقالت الصحيفة إن الصفقة التي قدرت ب 770 مليون دولار -492 مليون جنيه إسترليني- كانت ستحمل قيمة إضافية كبيرة من شأنها إنعاش استثمارات "بيتروسيلتيك" المتعثرة في الجزائر ولعل أهم عثرة تواجه الجزائر أمام إلغاء هذه الصفقة هو بقاء عقد التنقيب والاستغلال لحقل عين تسيلة" في الجنوب الذي فازت به شركة "دراغون أويل" في المناقصة الرابعة للبحث والتنقيب عن المحروقات التي أقيمت شهر سبتمبر الماضي، في حكم المجهول بعد أن تخلت هذه الشركة عن الأصول التي كانت ستمتلكها في "بيتروسيلتيك" التي كانت تنتظر بدورها هذه الصفقة لإحياء المشروع الضخم الذي أوكل إليها في نفس مساحة الحقل لإنتاج "المكثفات النفطية"، حيث من المفترض أن يسلم المشروع سنة 2018 لتقليص واردات الجزائر من المواد "البتروكميائية" ويثير هذا التراجع عن هذه الصفقة الضخمة مخاوف من اهتزاز جاذبية قطاع المحروقات الوطني وردع المستثمرين الأجانب من الدخول في مشاريع جديدة في البلاد. ونحن نعلم أن الجزائر تكافح بالفعل للعثور على شركات أجنبية لاستغلال 31 حقلا ومنبعا نفطيا في الوقت الذي فشلت فيه المناقصة الأخيرة عن استقطاب عدد كبير من الشركات الدولية، حيث أبدت أغلب الشركات استياءها من قانون المحروقات الجزائري المعدل في 2013 بسبب احتساب الضريبة على الأرباح الفائقة، مما يقلل من ربحية الاستثمار في الجزائر، حسبهم.