يستمر فيلم "الوهراني" للمخرج إلياس سالم في حصد أهم جوائز أكبر المهرجانات الدولية، حيث عادت جائزة أحسن ممثل للجزائري خالد بن عيسى عن دوره في هذا العمل السينمائي، وذلك في ختام الدورة ال25 من "أيام قرطاج السينمائية" التي أسدل الستار عليها سهرة أول أمس. وعادت جائزة أفضل ممثلة للعراقية سوزان إلير عن دورها في فيلم "قبل تساقط الثلوج"، وجاء تتويج "الوهراني" بمهرجان قرطاج السينمائي أياما فقط بعد الهجوم العنيف الذي تعرض له هذا العمل السينمائي ومخرجه بسبب مضمونه الذي اعتبر تجاوزا في حق ثورة التحرير ورموزها وهو الأمر الذي رفض المخرج إلياس سالم التعليق عليه واكتفى بالقول إن ما قدمه خيال سينمائي لا علاقة له بالتاريخ لأنه بالنهاية مخرج حكى قصة من وجهة نظره بعيدا عن التأريخ. ويأتي هذا التتويج أيضا أياما بعد افتكاك إلياس سالم لجائزة أفضل مخرج في العالم العربي ضمن مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي. وتدور أحداث قصة "الوهراني" بالجزائر في السنوات الأولى لاسترجاع الاستقلال، وذلك عبر ثلاث شخصيات تعرفت على بعضها البعض في فترة الثورة ويعايشون كل بطريقته فترة ما بعد ثورة التحرير. وتحمل كل شخصية في أعماقها أسرارا ثقيلة وتعيش لحظات من الشك والأكاذيب والتنازلات وخيبات الأمل. وإلياس سالم الذي يمثل إحدى الشخصيات يحمل نظرة نقدية للمجتمع الجزائري ويثير من خلال فيلمه موضوعات حول حرب التحرير والهوية الوطنية والتعريب والسنوات الأولى من استرجاع الاستقلال وغيرها. ويعد "الوهراني" إنتاجا مشتركا بين الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي و"ليث ميديا " و"درامسالا". من ناحية أخرى، افتك فيلم "عمر" للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد الجائزة الكبرى "التانيت الذهبي" ضمن قائمة الأفلام الطويلة لتظاهرة "أيام قرطاج السينمائية"، بالإضافة إلى نيل نفس الفيلم جائزة أفضل سيناريو وجائزة الجمهور وجائزة لجنة التحكيم الخاصة بالشباب، وهو العمل الذي يصور قصة حب تولد وتكبر رغم ظروف الحرب في فلسطين، وتشارك فيه مجموعة من الوجوه الشابة. كما يسرد الفيلم على مدار أكثر من ساعة ونصف؛ تفاصيل عاشها الكثير من الفلسطينيين خلال تجربة الاعتقال وما يتعرضون له من ضغوط خلال السجن للتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي. وتنافس 15 فيلما للفوز بجوائز المهرجان وبمشاركة عدد من البلدان العربية والإفريقية ضمن المسابقة الرسمية.