اختتمت سهرة أول أمس بالزواية البقايدية ببلدية ''سيدي معروف'' في وهران، فعاليات الطبعة الخامسة لسلسلة الدروس المحمدية التي عرفت مشاركة العديد من العلماء والمشايخ والمفكرين من 12 بلدا عربيا وأوروبيا على غرار تونس والسودان والمغرب وسوريا واليمن والأردن ولبنان ومصر وفرنسا؛ إضافة إلى تركيا وإيطاليا لأول مرة، فيما سجلت الجزائر حضورها بأحد عشر مشاركا من بينهم ''البروفيسور'' مصطفى شريف الذي ألقى محاضرة باللغة الفرنسية، والباحث في التراث الصوفي والمستشار بوزارة الثقافة الدكتور زعيم خنشلاوي، إلى جانب كل من عضو الأكاديمية العالمية للتصوف والتراث الدكتور محمد بن بريكة الذي وقع محاضرة الافتتاح، ومقدم الطريقة الشاذلية والأستاذ بجامعة الأغواط الطاهر درايك، وأستاذ علم الأصول في الزاوية البلقايدية أحمد معزوز وآخرين·وناقش المشاركون هذا الموسم، موضوع ''العلم الشرعي'' تحت شعار الآية القرآنية الكريمة ''إنما يخشى الله من عباده العلماء''· وقدمت في هذا الإطار ثلاثون محاضرة تناولت مواضيع مختلفة حول العلم· كما تناول المحاضرون العديد من المواضيع المتعلقة بمنزلة العلم والعلماء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة؛ إلى جانب مسؤولية وإسهامات العلماء المسلمين في ازدهار باقي العلوم والحضارات الإنسانية على غرار الحضارات الغربية· واستعرض الفقهاء المتدخلون نماذج عن مقدار خشية العلماء وبلوغهم مقاصد الشريعة الإسلامية على ضوء التفقه والتعلم والإقبال على التفكير والبحث والاكتشاف· كما قدموا قراءات وتأملات في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم وتحليلات للنصوص الدالة على المكانة السامية التي يعتليها العلم في الدين الإسلامي الحنيف والداعية إليه· ومن أبرز المواضيع التي تم تسليط الضوء عليها ''دعوة القرآن الكريم إلى العلم'' و''العلماء ورثة الأنبياء''، إضافة إلى ''الأصول القرآنية للعلوم الإسلامية'' و''العلم والأخلاق في الإسلام''· وفي السياق ذاته، كان الدكتور محمد بن بريكة قد أشار في حديث ل''البلاد''، إلى خطورة ماسماه ب''خلل في منهجية التعاطي مع العلم''، مؤكدا أن الناس صارت تستقي العلم الشرعي والفتاوى من مصادر تسيء في كثير من الأحيان إلى العلم الشريف والإسلام عامة مما تسبب في صدور فتاوى وصفها ب''الكارثية'' لأنها قادت شباب الأمة إلى التطرف والإرهاب بدل الوسطية والاعتدال·من ناحية أخرى، شهد ملتقى ''الدروس المحمدية'' حضور باحثين في الفقه والشريعة الإسلامية وأكاديميين وطلبة من مختلف أنحاء البلاد، وتنظيم معرض للكتب ضم مجلدات تجمع كل المحاضرات التي ألقيت في الطبعتين الأولى والثانية من التظاهرة؛ فيما تقرر طبع المحاضرات التي قدمت؛ خلال الدورات اللاحقة·