بعثات تكوينية لإطارات المجمع بأمريكا واستيراد الرمل من الصين لإنجاح المشروع خلافا لما كان متوقعا، كشفت مصادر عليمة من المجمع النفطي "سوناطراك"، أن استخراج أول دفعة من الغاز الصخري في الجزائر ستكون بمنطقة عين صالح هذا الأسبوع وبشكل سري للغاية، خوفا من أية ضجة يمكن أن يحدثها الإعلاميون والبرلمانيون والخبراء الاقتصاديون الذين سبق وأن حذّروا من الملف. وأفادت المصادر أنه سيتم الاعتماد على التقنيات التقليدية لاستخراج الغاز الطبيعي، مع الحرص أثناء تكسير الصخر المنتج للغاز على اعتماد مواد خاصة في ذلك، عملا بالتقنيات المعمول بها في الخارج. وأضافت مصادرنا أنه تم تجنيد فرقة خاصة لذلك نظرا لحساسية الاستخراج، مضيفا أنه تمت مباشرة تجارب أولية للتنقيب عن الغاز الصخري وكانت ناجحة، ما ينبئ بنجاح استغلال هذا الأخير على المدى القريب. وطبقا للمصادر، سيتم خلال عملية تكسير الصخر الاعتماد على المضخات الخاصة المستعملة عادة في الغاز التقليدي، وهو ما سيساهم في تشكيل "مادة لزجة" باستعمال رمال خاصة يتم استيرادها من أمريكاوالصين، في الوقت الذي تفكر "سوناطراك" في فتح وحدة لإنتاج الرمال الخاصة لاستعمالها في استخراج "الشيست" قريبا. وأفادت مصادر أن سوناطراك بحاجة إلى مراقبين وتقنيين مؤهلين في استخراج الغاز الصخري، مؤكدة أن العمال الجزائريين ذوو كفاءة عالية والتنقيب عن الشيست ليس صعبا، بل يستدعي مشاركة الشركات الأجنبية المتعاقدة و«سوناطراك" لتزويدها بالمعدات اللازمة. وتأتي هذه التصريحات في وقت أعلن فيه الرئيس المدير العام بالنيابة لمجمع "سوناطراك"، سعيد سحنون، أن التنقيب عن الغاز الصخري وتسويقه تجاريا، سيستهل بالتوقيع على اتفاقية شراكة مع مؤسسة مؤهلة وذات إمكانيات تكنولوجية خلال أيام، ليباشر الإنتاج مع بداية 2019، ويسوق تجاريا ببلوغ 20 مليار متر مكعب سنويا مع بداية 2022، لاسيما وأن الجزائر من بين الدول الأوائل في مجال مخزون الطاقات غير التقليدية بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية، الصين والأرجنتين. كما أفادت مصادرنا أن إطارات من "سوناطراك" انتقلت إلى أمريكا للاطلاع على كيفيات استخراج الشيست، إلا أنه تبين أن العملية تقليدية وتستدعي فقط اتباع خطوات دقيقة لتفادي تلويث المياه الجوفية. من جهته طمأن المستشار والخبير في مجال الغاز والبترول، شرقي جيموعي، في تصريح ل"البلاد"، الجزائريين أن التنقيب عن "الشيست" ليست له أية مخاطر لا على البيئة ولا على الإنسان، عكس ما تم تداوله والترويج له من قبل الإعلام، قائلا: "أوقفوا شيطنة ملف الغاز الصخري فهو مادة حيوية وبديلة عن الغاز التقليدي"، باعتبار أن المناطق التي سيتم فيها استخراج الغاز الصخري موجودة في الصحراء وبعيدة عن الكثافة السكانية، عكس ما قامت به الولاياتالمتحدةالأمريكية التي نجمت عن عمليات تنقيبها عن الشيست نتائج وخيمة. وأكد شرقي أن استغلال الجزائر للغاز الصخري سيضاعف إنتاجها ويرفع حجم احتياطها من الغاز، لاسيما أمام انهيار أسعار البترول التي هبطت إلى حدود 70 دولار. فيما توقع الخبير الطاقوي غراف حسان أن يسترجع الغاز الطبيعي عافيته بحلول فصل الشتاء، حيث يزداد الطلب على هذه المادة، ما سيجعل سوناطراك حسبه تعوض خسائرها من تراجع سعر برميل البترول إلى مستويات دنيا.