اشتعلت اتهامات متبادلة بين معسكري الرئيس التونسي المنتهية ولايته المنصف المرزوڤي ومرشح "نداء تونس" الباجي قائد السبسي وصلت إلى حد التشكيك في نزاهة جولة الإعادة بالانتخابات قبل أن تبدأ. و"بدون تزوير لن ينجحوا".. شعار رفعه مرشح الرئاسة المرزوڤي خلال الحملة الانتخابية في دورتها الثانية، حيث حذر من تزوير الانتخابات المقررة يوم 21 ديسمبر. وأطلق المرزوڤي التصريحات خلال تجمع لأنصاره في حي باب سويقة الشعبي بالعاصمة، إلا أنها لم ترق لمنافسه السبسي الذي اعتبرها بمثابة تهديد للأمن والسلم الاجتماعيين وحث على دفع البلاد إلى منزلق الفوضى. ورأى حزب "نداء تونس" أيضاً أن خطاب المرزوڤي انطوى على رفض مسبق لنتائج الاقتراع الرئاسي وتشكيك في مصداقيّة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات. ودعا الحزب، في هذا السياق، الهيئة المكلفة تنظيم الانتخابات إلى اتخاذ الإجراءات القانونية ضد ما اعتبر تجاوزات وتهديدات خطيرة. وسجلت الانتخابات الرئاسية في دورها الأول كماً هائلاً من التجاوزات الخطيرة من الأطراف كافة تحدثت عنها "تنسيقية شاهد" و"جمعية عتيد" و"أنا يقظ"، كما نقلت وسائل إعلام تونسية مقابل عدد لا يكاد يذكر من الطعون. واستهجن مراقبون للشأن السياسي في تونس الإقبال الهزيل على تقديم الطعون التي قدرت خلال الانتخابات التشريعية بثلاثة وأربعين طعناً وفي الرئاسية بتسعة فقط. وتحدثت منظمات تونسية للمراقبة عن خروقات من قبل هيئة الانتخابات والأحزاب ومراصد مراقبة العملية الانتخابية إلى جانب تلك المتعلقة بالدعاية الحزبية داخل مكاتب الاقتراع وخارجها من قبل أنصار المرشحين وملاحظي المجتمع المدني وحتى الأمنيين. وتحدث هؤلاء المراقبون أيضاً عن مساع إلى شراء الأصوات، وهي مخالفات تدخل في خانة الجرائم الانتخابية تصل عقوبة بعضها إلى السجن ست سنوات عدا المخالفات المالية.