عائدات المحروقات يرتقب أن لا تتجاوز 40 مليار دولار نهاية 2015 لا تنفك الأنباء المتعلقة بمستوى أسعار النفط تزداد سوءا يوما بعد يوم، حيث نزل سعر الخام الأمريكي لأول مرة منذ فترة طويلة تحت عتبة الستين دولارا، في حين سجلت بورصة العقود بلندن في جلستها الصباحية أمس سعر الخام برنت يناهز ال61.85 دولار للبرميل متأثرا باستمرار المخاوف من الزيادة في المعروض من النفط والنمو المحدود في الطلب، فيما نقلت وكالة الأنباء الكويتية أمس أن نفطها أصبح يباع ب57.32 دولارا مما يهدد بسحب الأسعار نحو الأسفل مرة أخرى ولا يبدو في الأفق أي بصيص أمل أمام الدول التي تربط موازنتها بأسعار البترول مثل الجزائر وفينزويلا وإيران إزاء أي تحسن في الأسعار فوكالة الطاقة الدولية توقعت في تقرير لها الخميس الماضي أن تتعرض أسعار النفط لمزيد من الانخفاض لتسجل سعرا يحوم حول عتبة ال 50 دولارا بداية العام 2015 بسبب زيادة المعروض من النفط من الدول المنتجة غير الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" مع توقعات بانخفاض نمو الطلب على النفط في العام المقبل استنادا لتوجه استهلاك الوقود في روسيا وغيرها من الدول المصدرة للنفط للنزول، فيما توقع تقرير أوبك الشهري أن ينخفض الطلب على سلة خامات المنظمة إلى 28.92 مليون برميل يوميا، فيما تواصل ذات المنظمة الحفاظ على سقف إنتاجها عند ال 30 مليون برميل بضغط من دول الخليج. وقياسا على الجزائر، فإن هذه المعطيات يتوقع الخبراء أن تتسبب أزمة تراجع أسعار النفط بخسائر على الميزانية ستصل إلى 18 مليار دولار سنويا و50 مليون دولار يوميا السنة المقبلة في حالة تسجيل متوسط أسعار ب 70 دولار للبرميل ويعني ذلك أن العائدات من المحروقات والتي بلغت 63 مليار دولار السنة الماضية، حيث تمول الاقتصاد الوطني بنسبة 96 بالمائة يرتقب أن تنخفض في ظل المعطيات الحالية إلى 60 مليار دولار نهاية سنة 2014 و40 مليار دولار نهاية 2015، مما يهدد بعجز غير مسبوق في ميزان المدفوعات تعززه توقعات بارتفاع فاتورة الواردات إلى 75 مليار دولار قياسا على ارتفاع ميزانية التجهيز والتسيير في قانون المالية 2015 الذي صادق عليه البرلمان خريف السنة الجارية.