الأمم المتحدة تدعو إلى وقف التصعيد العسكري أعلنت القوات الحكومية الليبية أن مقاتلة حربية تابعة لميليشيات "فجر ليبيا المتطرفة" أغارت أمس، على مرفأ السدرة النفطي بشرق البلاد دون وقوع خسائر في الأرواح أو الممتلكات. وقال علي الحاسي المتحدث باسم غرفة عمليات حرس المنشآت النفطية في منطقة ما يعرف ب"الهلال النفطي"؛ إن مقاتلة حربية أغارت على المنطقة قرب مرفأ السدرة النفطي وألقت صواريخها في أرض خلاء دون أن تحدث أضرارا بعد مجابهتها بالمضادات الأرضية وإجبارها على الفرار. وأضاف الحاسي أن الغارة ربما كان تستهدف مقاتلات ومروحيات تابعة لرئاسة الأركان العامة للجيش الليبي رابضة في مهبط شركة "راس لانوف" للنفط والغاز التي تبعد بضعة كيلومترات عن المكان. وتأتي الغارة الجوية الأولى على شرق البلاد من قبل هذه الميليشيا بعد يوم من إرسال رئاسة الأركان العامة تعزيزات عسكرية إلى مطار "رأس لانوف" لدعم حرس المنشآت النفطية في منطقة الهلال النفطي بهدف صد مسلحي فجر ليبيا. وفي الأثناء، شنت طائرات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر غارات جوية على مواقع لقوات فجر ليبيا قرب الحدود التونسية، وأخرى في محيط موانئ نفطية رئيسية بشرق البلاد كانت فجر ليبيا أعلنت سيطرتها عليها. وقال صقر الجروشي قائد القوات الجوية الليبية الموالية لحفتر ولحكومة عبد الله الثني إن مقاتلات شنت غارات جوية على قوات فجر ليبيا ودرع ليبيا على بعد أربعين كيلومترا من ميناء السدرة النفطي. وإلى الغرب قريبا من الحدود التونسية، قال شهود عيان إن ضربات جوية استهدفت أيضا مدينة زوارة "غرب" في تواصل للقصف منذ الأحد الماضي، لكن قوات فجر ليبيا واصلت إحكام سيطرتها على معبر رأس جدير الحدودي مع تونس وفق ما أوردته "رويترز". وقالت الوكالة إن قوات متحالفة مع جماعة فجر ليبيا تعمل على حراسة المعبر الذي أغلق لفترة وجيزة يوم الأحد الماضي بعد غارة جوية قريبة منه أوقعت قتلى وجرحى. وكان وزير الداخلية في الحكومة المنبثقة عن البرلمان المنحل عمر السنكي قال إن قواته سيطرت على المعبر بعد ضربات جوية ومعارك بالمنطقة. وأدت الاشتباكات في منطقة بوكماش قرب مدينة زوارة إلى سقوط 16 قتيلا وأكثر من ثلاثين جريحا الأحد الماضي. كما تسببت المعارك في إغلاق المعبر قبل أن يعود إلى سالف نشاطه أمس. وعلى الصعيد السياسي قالت الأممالمتحدة إن العنف المتصاعد محاولة من البعض لإفشال مفاوضات السلام، حيث كان من المقرر أن تبدأ جولة جديدة من المفاوضات قالت المنظمة الأممية إنها تأمل الآن أن تجرى "قريبا". وفي تعليقها على المعارك للسيطرة على أهم الموانئ النفطية في البلاد، قالت بعثة الأممالمتحدة في ليبيا إن "النفط الليبي ملك للشعب الليبي ولا ينبغي أن تتلاعب به أي جماعة". كما أدانت التصعيد العسكري الحاد الذي تشهده البلاد، فيما تجري البعثة حالياً اتصالات مع جانبي النزاع وتدعو إلى وقف فوري للعمليات العسكرية، لإعطاء فرصة للحوار السياسي الليبي. واعتبرت البعثة في بيان لها "أن التصعيد العسكري بمثابة محاولة مباشرة لتقويض جهود الحوار السياسي، وأن أولئك الذين يقفون وراءه يهدفون بشكل واضح إلى إفشال العمل الجاري للوصول إلى حل سياسي". وعبر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل بعد اجتماع الاثنين الماضي عن دعمهم القوي لجهود الأممالمتحدة لإنهاء الأزمة في ليبيا، وهددوا بإجراءات لم يحددوها إذا لم تجلس الجماعات المتنافسة إلى طاولة المفاوضات. من ناحية أخرى، كشفت مصادر عسكرية متطابقة أن الجيش الليبي سيشرع في "تحرير" مناطق غربي العاصمة، وقالت المصادر إن رئاسة الأركان العامة أوعزت للجيش الليبي ببدء تحرير المناطق الغربية بعد انتهاء فترات التفاوض مع مناطق زوارة وغريان وصبراته وصرمان . وكشفت المصادر أن انسحاب قوات الجيش الليبي أمس الأول من منفذ رأس جدير الحدودي مع تونس ومنطقة أبوكماش "100 كم غرب العاصمة" جاء بناء على طلب من السلطات التونسية على خلفية هرب قرابة300 مسلح من ميليشيات فجر ليبيا إلى الأراضي التونسية، بعد عملية عسكرية نفذها الجيش للسيطرة على المنفذ.