ها قد رحل رابح سعدان من على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، بعد صمود دام أشهرا، تعرض فيها لمختلف أنواع السباب والقذف من كل الجهات، بل حتى إن ''نيرانا صديقة'' استهدفته رغم كل ما قدمه للمنتخب·هل أخطأ سعدان؟ الجواب نعم، لقد أخطأ كثيرا، مثلما يخطئ أي تقني في العالم، بل مثلما يخطئ أي مسؤول في أي منصب في أي دولة، باعتبار أن الخطأ سمة بشرية، تلازمنا جميعا من المهد إلى اللحد·لكن، هل أخطاء سعدان تبرر للمتآمرين عليه أن يهاجموه بالوسائل المشروعة وغير المشروعة·· مثلما كنا جميعا شاهدين عليه قبل المونديال وبعده··لقد تجاهل المتآمرون على الرجل أن الكرة الجزائرية كانت في الحضيض قبل مجيئه، وأيام الغابون وغينيا شاهدة على نكبة مسيرو الكرة الجزائرية، جميعهم دون استثناء· وباعتبار أن الذين يرفعون أصواتهم اليوم ضد سعدان جبناء وفاشلون، فإنه لم يسمع لهم صوت في ذلك الوقت· أما اليوم فالوضع مختلف تماما: فسعدان ''وليد البلاد'' وليس ''فرنسيا''، والأموال متوفرة والأسفار مضمونة على طول العام، وغيرها من الإغراءات التي تسيل لعاب ''الطماعين''·· ولذلك وجدوا جميعا الفرصة من ذهب للإجهاز على الشيخ، بدعوى حمقاء وهي أن سعدان لا يعطي الفرصة للمواهب المحلية، القادرة على حسن تمثيل المنتخب··الوقاحة أن هؤلاء الذين يتكلمون عن المواهب المحلية ولسنا ضد أحد هم أعلم الناس بالوسائل التي تسير بها البطولة المحلية وب''الوسائل'' التي تدار بها المباريات، حيث اللعبة واضحة: الشكارة، والنقاط لمن يدفع أكثر··هذه الحقائق المؤلمة التي يعرفها الجميع لا نسوقها دفاعا عن سعدان، بل لكونها نموذجا يؤكد مدى تغلغل ''الانتهازية'' و''النفعية'' و''فساد الذمم''، بل مدى القدرة على الانقلاب على صناع النجاح، فسعدان شاء من شاء وأبى من أبى هو صانع النجاح الذي عرفته الكرة الجزائرية في السنتين الأخيرتين، وهو رغم أخطائه أفضل تقني على الإطلاق في الجزائر·بقي فقط أن ننتظر رد فعل المتآمرين على سعدان، من المدرب الجديد الذي من المؤكد أنه لن يكون قندوز ولا ماجر، بل سيكون أجنبيا، شعره أشقر وعيناه زرقاوان، ويتقاضى أضعاف ما كان يأخذه سعدان··