كيف تفسر هزيمة “الخضر” أمام سلوفينيا؟ بكل بساطة غير عادية، لأننا على الأقل نستحق نقطة التعادل التي كانت ستكون منطقية إلى أبعد الحدود بالنظر إلى مجريات اللقاء التي كان فيها اللاعبون في المستوى المطلوب، وصراحة، لقد فاجأوا الجميع ومن بينهم أنا شخصيا إذ لم أكن أنتظر مثل هذا الأداء المشرف للغاية والذي يؤكد على أن منتخبنا الوطني يستحق التواجد في المونديال ومستواه لا يقل عن غيره من المنتخبات المشاركة في هذا الحدث العالمي الكبير. وكيف كانت مجريات اللقاء في رأيك؟ البداية كانت متحفظة من الطرفين لأن منتخبنا لا يعرف الكثير عن الفريق المنافس والأمر نفسه بالنسبة للسلوفينيين، وأول فرصة سنحت للاعبينا في الدقائق الأولى عن طريق مخالفة بلحاج التي كادت تسكن المرمى منحت الثقة أكثر لأشبال سعدان وأدخلتهم في اللقاء، وحتى تلك التي أضاعها حليش أكدت لهم أن المباراة في المتناول... ما وقفت عليه من خلال الشوط الأول هو أن فريقنا كان في المستوى المطلوب حيث أعجبني كذلك التنظيم التكتيكي والتمركز في الميدان وهو ما صعب من مأمورية لاعبي المنتخب السلوفيني لبناء لعبهم. وفي الشوط الثاني، ماذا حدث؟ لم يحدث أي شيء بل بالعكس تحسنت طريقة لعبنا وحتى الجانب البدني لم يخذل اللاعبين، حيث كانوا في أحسن أحوالهم من هذه الناحية وصمدوا حتى الصافرة النهائية، وهو ما يؤكد العمل الكبير الذي قاموا به بالإضافة إلى الإرادة الكبيرة التي أبانوا عنها والتي كنا ننتظرها منذ مدة... الحمد لله فقد ظهر منتخبنا الوطني في أحسن صورة ممكنة ولو أن النتيجة كانت قاسية بعض الشيء لأن التعادل كان سيكون مرضيا لنا، لكن هذه هي كرة القدم فلما تخطئ فإنك تدفع الثمن غاليا خاصة على هذا المستوى العالي. الهدف جاء في وقت حساس جدا، أليس كذلك؟ نعم لقد جاء في وقت صعب للغاية بعد تضييع بعض الفرصة من طرف لاعبينا، بالإضافة إلى طرد المهاجم غزال الذي كان المنعرج الحقيقي للقاء، فعلى ما أعتقد أن المدرب سعدان أقحمه من أجل تقديم الإضافة في الهجوم لكنه لم يقم بذلك وتحصل على بطاقتين صفراوين ما يعني الطرد بطريقة ابتدائية خاصة في الثانية التي كانت بلمس الكرة باليد والتي لا يمكن للاعب في هذا المستوى أن يتصرف بهذه الطريقة ويخرج في ذلك الوقت الحساس، وكما ترون فقد دفعنا ثمنها غاليا، وأريد أن أضيف شيئا... تفضّل. لو تعلق الأمر بلاعب محلي لتقبلناه بصدر رحب لأنه ينشط في البطولة المحلية وبإمكانه أن يخطئ بحكم أنه لم يتعود على اللعب في المستوى العالي، لكن فيما يخص غزال فهو ينشط في الدوري الإيطالي وقد تعود على اللعب أمام أندية قوية لكن يمكنني أن أعذره في حال واحد وهو أن الضغط كان شديدا عليه من عدة نواح وهو الذي صام عن التهديف لعدة أشهر مع المنتخب الوطني، ولكنه أخطأ وعليه أن يتدارك ما فاته في المناسبات المقبلة. هناك من عاتب شاوشي في لقطة الهدف؟ لا يمكن لأي طرف أن يلقي اللوم على شاوشي لأنه كان في المستوى وقدم مباراة مقبولة إلى أبعد الحدود، إلا أنه أخطأ فقط في تقدير الكرة في لقطة الهدف المسجل وأي حارس في العالم بإمكانه أن يخطئ بهذه الطريقة والمثال لا يزال حيا أمامنا لدى المنتخب الإنجليزي الذي تلقى هدفا بخطأ من حارسه... يجب تشجيع شاوشي الذي أبان عن جاهزية كبيرة ويجب كذلك مساندته في هذا الوقت بالذات. كيف تقيم الخط الخلفي لمنتخبنا في هذا اللقاء؟ فيما يخص ثلاثي المحور بوڤرة - حليش – عنتر يحيى فيستحق العلامة الكاملة حيث لعب من دون ارتكاب أي خطأ، ما يؤكد جاهزيته الكبيرة من كل النواحي وبالتالي فلا خوف على الدفاع، وحتى الخطوط الأخرى كانت في المستوى ولو أننا أخفقنا في تسجيل الأهداف لا غير. من هو اللاعب الذي أثار إنتباهك؟ الجميع قدم ما كان منتظرا منه وأكثر، من حارس المرمى إلى غاية آخر مهاجم، على الرغم من أن جبور وغزال لم يتمكنا من زيارة الشباك، لكن اللاعب الذي أبهرني كثيرا هو يبدة الذي لم تبدو عليه آثار الإصابة أو نقص المنافسة بل كان أحسن عنصر من جانب المنتخب الوطني في هذه المواجهة وأحدث التوازن إلى جانب لحسن في وسط الميدان، وهناك لاعب آخر كان بمثابة المفاجأة في الجهة اليمنى... من دون شك تتحدث عن اللاعب قادير؟ نعم بالتأكيد، كان مفاجأة المباراة ولم يخطئ سعدان في الاعتماد عليه على الجهة اليمنى أين ساهم في الشق الدفاعي وكذلك في الهجوم وأبان عن جاهزية كبيرة حيث أعتبره من أحسن اللاعبين في الميدان وهو إضافة حقيقية للمنتخب وسيكون له شأن كبير في المستقبل إن شاء الله في حال واصل على هذا النحو من الجدية والصرامة في العمل... المهم أنه لا خوف على منتخبنا الوطني في السنوات المقبلة لأننا نملك لاعبين قادرين على حمل المشعل والتأهل في المناسبات المقبلة إلى المحافل الدولية الكبيرة. كيف تتوقع لقاء منتخبنا أمام الإنجليز؟ على اللاعبين أن ينسوا الخسارة أمام سلوفينيا لأنها صارت من الماضي والأهم هو التفكير في مباراة إنجلترا لأن المنافسة لم تنته ولم نخرج من كأس العالم حيث لا تزال أمامنا مبارتان وعلى المدرب أن يُحضر اللاعبين أكثر من الجانب النفسي لأنهم على أتم الاستعداد من الناحيتين الفنية والبدنية ونتمنى أن يقدموا مباراة في المستوى وتقديم صورة مشرفة عن الكرة الجزائرية التي عادت إلى المحافل الدولية بعد غياب دام 24 سنة. وكيف تتوقع ردة فعل الشارع الجزائري بعد هذه الخسارة؟ اسمعني جيدا، الشارع الجزائري يعرف كرة القدم ومستحيل أن يثور على المنتخب بعد خسارة سلوفينيا لأن اللاعبين قدموا مباراة في المستوى خاصة من ناحية الأداء بالإضافة إلى الروح الجماعية والقتالية... أنا متأكد بأنهم سيحيّون لاعبي الفريق دائما إلا أن الجميع حزين لهذه الخسارة بالنظر إلى مجريات اللقاء لأننا كنا الأقرب لتحقيق الفوز في أولى مبارياتنا في المونديال.