مصدر فرنسي: مختار بلمختار متحصن في منطقة قريبة من الحدود الجزائرية أشاد وزير الخارجية الليبي الأسبق علي التريكي، بمبادرة الجزائر لحل الأزمة الليبية، مشيرا إلى أن العلاقات التي تربط بين البلدين علاقة صداقة وأخوة، يخولها لعب دور الوساطة بين الفرقاء الليبيين، والأهم في هذه المرحلة أن توافق أطراف النزاع على الجلوس إلى طاولة الحوار. وكشف الوزير الليبي الأسبق، في حوار خاص ل«الشرق الأوسط"، أنه التقى وزير الخارجية رمطان لعمامرة، وتحدث معه بخصوص المبادرة، حيث أبلغه وجهة نظره في الموضوع، قائلا "ما بيننا من علاقات صداقة خاصة مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والإخوة في الجزائر، يسمح بهذا، والمهم هو أن يجلس أهل ليبيا مع بعضهم بعض"، مشيرا إلى وجوب إنهاء الأزمة في أقرب وقت، خصوصا وأن عدد اللاجئين الليبيين بلغ مليون لاجئ، وهو غير منطقي بالنظر إلى عدد السكان الذي لا يتجاوز 5 ملايين، وقال إن الحل في تشكيل حكومة "وحدة وطنية" وجبهة إنقاذ ووقف الاقتتال ومشاركة الجميع في بناء ليبيا الجديدة، التي تحتاج لكل أبنائها. من جهة أخرى فاجأ ثلاثة رؤساء أفارقة أعلنوا في وقت سابق تأييدهم المطلق لمبادرة الحوار الجزائرية حول ليبيا بدعوة "موحدة" لتدخل عسكري للحلف الأطلسي لحسم النزاع بين الفرقاء وتطهير ليبيا مما وصفوه "بالمد الإرهابي المتفاقم". ولم يستبعد مراقبون أن تكون وراء هذه "الخرجة" ضغوط فرنسية مارستها باريس على تلك الدول، حيث دعا رؤساء تشادومالي والسنغال الدول الغربية مساء أول أمس "إلى إنجاز المهمة" في ليبيا عبر التدخل ضد المعقل الجهادي في جنوب البلاد الذي يهدد منطقة الساحل برمتها". وقال الرئيس التشادي ادريس ديبي وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية إن "ليبيا أصبحت ملاذا للإرهاب ولجميع المخربين. ومالي هي النتيجة المباشرة للدمار والفوضى في ليبيا، وبوكو حرام أيضا"، مشيرا بذلك إلى الجماعة الإسلامية المسلحة في شمال نيجيريا التي تنتهك حدود هذا البلد. وفي خطاب نال تصفيقا كبيرا لدى اختتام المنتدى الدولي في دكار حول السلام والأمن في إفريقيا، قال "كان الهدف في ليبيا اغتيال القذافي وليس شيئا آخر". وأضاف الرئيس التشادي أن "الحل ليس بين أيدينا، هو بين أيدي الحلف الأطلسي الذي تسبب في حصول الفوضى، ولا يتعين عليه سوى إعادة النظام. والأمم المتحدة التي وافقت على التدخل "عام 2011" مسؤولة أيضا". وقال إدريس ديبي "لا يستطيع أي جيش إفريقي أن يذهب إلى ليبيا للقضاء على الإرهاب ... وليس هناك إلا الحلف الأطلسي الذي تتوافر لديه الوسائل" للقيام بهذه المهمة. وشدد الرئيس التشادي على القول "إذا ما أردنا إيجاد حل لمشكلة الساحل، يجب أن نولي ليبيا اهتماما. نستطيع أن نرافقهم". وقد تدخلت تشاد التي تعد قوة إقليمية، إلى جانب الجيش الفرنسي في مالي لمحاربة الجهاديين في 2013 في إطار عملية سرفال. وكان الرئيسان المالي إبراهيم بوبكر كيتا والسنغالي ماكي سال شددا قبله أيضا على التهديد الذي تواجهه المنطقة جراء الحركة الجهادية ومختلف أنواع عمليات التهريب العابرة للحدود من جنوب ليبيا إلى حدود الجزائر والنيجر وتشاد. وتحصن قسم من الإرهابيين الذين هربوا من مالي ومنهم الجزائري مختار بلمختار والمالي الطوارق اياد اغ غالي، في هذه المنطقة التي أصبحت ملاذا حقيقيا لتهريب الأسلحة المسروقة من المخزونات الهائلة في مستودعات الجيش الليبي أيام العقيد القذافي.