يسلط الباحث في المسرح أحمد بغالية من قسم الفنون الدرامية لجامعة وهران في كتابه الصادر مؤخرا،الضوء على تجربة التأليف الجماعي في المسرح الجزائري الذي تحولت إلى ظاهرة وأسلوب، لجأ إليه ممارسوهذا النوع من الفنون، حيث قدم صاحب الكتاب المعنون ب "ظاهرة التأليف الجماعي في المسرح الجزائري" الذي نشر من قبل مخبر البحث حول أرشفة المسرح الجزائري للجامعة المذكورة، مقاربة نقدية تحليلية حول ظاهرة التأليف الجماعي التى لا تزال تلازم المسرح الجزائري منذ مطلع القرن العشرين لاسيما في أربعينيات القرن الماضي الذي شهد تكوين لفرق مسرحية هاوية. واعتبر ذات المختص في مؤلفه المتضمن 148 صفحة بأن ظاهرة التأليف الجماعي في المسرح الجزائري محاولة للخروج من أطر المسرح التقليدي (الأرسطي) و"وسيلة للتخلص من أزمة النص وردة فعل على طغيان المخرج". من جهة أخرى، ذكر الأستاذ الجامعي بغالية بأن "هذا الإبداع الجماعي أتاح للممثل،احتلال الصدارة في عروض الفرق التي تتبنى هذا الأسلوب في التأليف وكذا عودة الارتجال الذي أصبح يشكل أساس بناء العمل المسرحي في الجزائر"معتبرا بأن "النص المؤلف جماعيا مشروع عمل مفتوح بخلاف التأليف الفردي الذي يعد كتابة جاهزة"، وأضاف أن "النص المؤلف جماعيا جدير بالتنويه ويحتاج إلى بحث كثير لأنه يعتبر طاقة متفردة قابلة لأخذ أي شكل يستجيب لقضايا الجمهور وهونص متعدد الروافد يتنامى ويتسع ويتغذى بكل إبداع جماعي"، كما أن مضامين الكتابة الجماعية سواء عند المسرحيين الهواة أوالمحترفين يندرج تحت قسمين رئيسيين هما المسرحيات التي تعالج مشكلات الأسرة الجزائرية وأخرى تتناول الأزمات الاجتماعية حسبما أبرزه أحمد بغالية في مؤلفه،كما تناول صاحب الكتاب المراحل التاريخية لنشأة التأليف الجماعي في المسرح الجزائري والموضوعات التي عالجها الإبداع الجماعي والبناء الفني للمؤلفات الجماعية،وتقديم خصائص الكتابة الجماعية وكذا الكتابة الجماعية عند مسرح الهواة والمحترفين،وإلى جانب هذه المواضيع أفرد الباحث أحمد بغالية فصلا لتحليل بعض المسرحيات بهذا النمط على غرار "المايدة" و"الرجوع" للمسرح الجهوي "عبد القادر علولة" لوهران