بعد أن ظننّاه ''اندثر.. والسلام''، بعث عراب الاستئصاليين من ''قبره''، ليجدد ال''رضا مالك'' نفسه أطروحاته وخرافاته القديمة على أنه موجود ولايزال به ''نبض''. فمن خلال مذكراته، أراد رئيس الحكومة وعضو مجلس الدولة الأسبق أن يقول لنا إن الوطن وزروال والإسلاميين، وحتى سعيد سعدي وأويحي، كانوا على ضلالة وأنه وحده من كان ولا يزال على ''صواب''.. كان يمكن أن نعتبر مذكرات رضا مالك إضافة وفعلا تأريخيا لفترة ما، لكن الطريقة التي تناول بها الرجل يومياته. حينما كان هو السلطة وهو اليد الضاربة، أكدت مرة أخرى أن شطحة مالك ''الحزين'' على زمنه الضائع جاءت لترسخ أن سيادته لم يغير موقعه ولن يغيره. فرغم المسافات والمحطات والتجارب الذي مرت بها البلاد ، إلا أن ذات ''الرضا'' لايزال في الممالك نفسها، يؤذن لوطن على مقاس استئصاله، فالشعب أمي ولا يُعتد بخياره والإسلاميون غير جديرين بالعيش وزروال، ولي نعمته، ضال ووحده رضا مالك المنظّر والمفكر والأسطورة. اعتراف رضا مالك بأنه بريء من وأد مشروع تعميم قانون استعمال العربية، وكشفه أن فرنسا وبريطانيا وألمانيا، هم من كانوا وراء الاغتيال، إدانة ل''الرضا'' نفسه و''المالك'' نفسه الذي كنا نظنه كان ''مالكا'' فأدان نفسه حينما أقر بأن ''ألمانيا'' هي من كانت تحكمنا وتقرر عشاءنا وطريقة كلامنا، فمذكرات رضا مالك في النهاية لم تأت إلا بجديد واحد، مفاده أن رئيس الحكومة الأسبق لم يكن إلا ''موظفا'' لا حول له ولا قوة، عند جهات ظهر أنها دسّت أنفها حتى في ''لغتنا''، ونرجو ألا تكون تلك الجهات قد دسّت أنفها و''حبرها'' حتى في مذكرات رجل ''اندثر'' ثم بعث ليقول لنا إنه لن يغير موقعه.