تمكنت مصالح الأمن، خلال الفترة الممتدة من 20 جويلية إلى الفاتح من سبتمبر الجاري، من تفكيك أزيد من 100 شبكة لدعم وإسناد بقايا الجماعات الإرهابية، فضلا عن القضاء على 20 إرهابيا في عدد من الولايات، واستسلام قياديين يعتبرون من قدماء المسلحين في تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي تبنت تسمية ''تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي''. وأشارت مصادر أمنية ل''البلاد'' إلى أن عملية تفكيك هذه الشبكات التي تمت بالأساس على تفعيل العمل الاستخباراتي والتنسيق الأمني الذي أسفر عن تفكيك الخلايا النائمة لتنظيم ما يعرف ب''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي''، فضلا عن تعاون بعض المواطنين الذين كانوا يبلغون عن بعض التحركات المشبوهة لأعضاء هذه الشبكات. وأفضت العملية إلى توقيف أزيد من 500 شخص منهم نساء وأطفال قصر، إضافة إلى بعض التائبين. وتتراوح أعمار هؤلاء بين 17 و50 عاما، منهم بطالون وثانويون وجامعيون وتجار وأعوان أمن ووقاية وحراس وموظفون عموميون، كانوا ينشطون لصالح الجماعات الإرهابية المنضوية تحت لواء مختلف السرايا المنتمية لكتائب ما يعرف ب''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' بزعامة عبد المالك درودكال المكنى ب''أبو مصعب عبد الودود''، الموجودة بمناطق الوسط التي تشمل ولايات تيزي وزو وبومرداس والبويرة وتتسع رقعتها إلى ولاية بجاية. كما أوقفت المصالح ذاتها متهمين في كل من قسنطينة وخنشلة وباتنة وبسكرة والمسيلة وسكيكدة وجيجل وعنابة، إذ كان أغلب هؤلاء يوفرون للإرهابيين الإيواء والمؤونة وتوفير معلومات عن تحركات عناصر أسلاك الأمن. وأوضحت مصادرنا أن مصالح الأمن اعتمدت بالدرجة الأولى على معلومات استخباراتية وفرها تائبون وإرهابيون سلموا أنفسهم للسلطات الأمنية، فضلا عن اختراق أمني لهذه الشبكات. وعملت هذه الشبكات قبل اكتشافها وتوقيف أعضائها على تزويد بقايا الجماعات الإرهابية التي تعاني في ظل العزلة والحصار المضروب عليها في عدد من معاقلها من طرف قوات الأمن المشتركة، بالمواد الغذائية والألبسة والأدوية، وأخطرها معلومات عن تحركات مصالح الأمن والأشخاص المستهدفين سواء لتصفيتهم أو اختطافهم بغرض تسديد الفدية لتمويل نشاطات الجماعات الإرهابية.