لامس مزيج برنت وهو خام القياس بالنسبة للبترول الجزائري (صحاري بلند) عتبة ال50 دولارا في تداولات بورصة لندن صباح أمس قبل أن ينتعش بشكل طفيف فوق سعر الافتتاح ب51 دولارا، وصدم المتتبعون لمسار أسعار النفط صباح الأربعاء بهبوط مؤشرات برنت / تسليم شهر فيفري إلى سعر برميل عند 49.92 دولارا في حدود الساعة العاشرة و35 دقيقة بتوقيت الجزائر وهو مستوى لم يشهده النفط منذ ماي 2009 وفي اليوم السابق تراجع نفط برنت بنسبة بنسبة 3.78٪ ليغلق عند 51,10 دولارا للبرميل. من جهة أخرى، في بورصة نيويورك التجارية تقهقر النفط الخام الأمريكي إلى 47,27 دولارا للبرميل، بعد انخفاضه إلى أدنى مستوى في الجلسة بمقدار 47,09 دولارا للبرميل وهو أدنى سعر له منذ أفريل عام 2009. وأشارت تقديرات الخبراء إلى أن ارتفاع مؤشر الدولار والذي يقيس العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، إلى أعلى سعر له في تسع سنوات، مدعوما حسب التوقعات بين سياسة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنوك المركزية في أوروبا واليابان أدى إلى انخفاض أسعار البترول التي عادة ما تنخفض عندما يرتفع الدولار حيث تصبح السلع المسعرة بالدولار أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى. ومعلوم أن نزول سعر النفط تحت عتبة ال 50 دولارا من شأنه أن يعقد مأمورية ضبط التوازنات الداخلية والخارجية للجزائر التي تعتمد على مداخيل المحروقات لتمويل الموازنة العامة ما ينذر بتسجيل عجز حاد في ميزانية السنة إن لم تتدارك الحكومة الوضع بقانون تكميلي لتقليص النفقات. وكان الوزير الأول عبد المالك سلال قد توجه نهاية شهر ديسمبر الماضي بتعليمة إلى الوزراء والولاة تقضي بتجميد كل المشاريع وتعليق مسابقات التوظيف ماعدا في القطاعات الاجتماعية.