دعا عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، السلطة ل«الانسحاب" وترك المجال ل«انتقال ديمقراطي سلس"، مشيرا إلى أن المعارضة "ليست مجنونة ولا تريد المحاسبة أو فتح الملفات"، غير أنه شدد على الاستمرار في "الضغط على السلطة حتى ترشد". قائلا "نحن لا نطمع في السلطة ولا نخاف منها". وقال مقري، أمس الجمعة، في كلمته الافتتاحية لأشغال الملتقى الوطني لهياكل الحركة، إن الجزائر تعيش "صعوبات كبيرة"، معتبرا أن السلطة ضيعت فرصا عظيمة لن تتكرر، مستنكرا "الرعب" الذي دب حسبه في قلوب المسؤولين، جراء انخفاض أسعار البترول في السوق الدولية، غير أنه بدا متفائلا بفرص التطور التي لا تزال قائمة. وذكر مقري أن حركة مجتمع السلم دقت ناقوس الخطر من هذه الوضعية منذ قرابة سنتين وحذرت من "الإدارة الرديئة" للملف الاقتصادي وانتشار الفساد وسوء التسيير والتبذير. كما انتقد مقري بشدة ما سماه "محاولة إيهام الناس" بأن الغاز الصخري هو الحل، محذرا أيضا من حدوث فجوة لن تستطيع معها الحكومة مجابهة المطالب الاجتماعية المتزايدة، مع العلم أنه في حال نجح استغلال الغاز الصخري لن يكون قبل سنة 2030، وأعلن مقري مساندة الحركة للحركة الاحتجاجية التي يقوم بها سكان الجنوب ورفضهم استغلال الغاز الصخري، معتبرا أن استغلاله في هذه المرحلة "مضر بالبيئة" و"ليس لها الحق في استغلاله دون موافقة المواطنين"، حيث قال مقري إنه من حق المواطنين رفض الأمر لأنه يتعلق بصحتهم وبيئتهم، مشيرا إلى أنه "لا يمكن الذهاب لاستغلال الغاز الصخري دون نقاش مجتمعي"، وذكر أن تحرك أهل الجنوب "جاء خوفا على مصالحهم". وفيما يخص تعليمة سلال المتعلقة بالتقشف، قال مقري إن "هذا ليس حلا"، وهو ما اعتبره "إعلانا عن الفشل"، معتبرا أن هذا الكلام "غير مقبول" من الحكومة والسلطة الحالية، موجهة رسالة مفادها "أنتم مسؤولون وإن تستطيعوا ردوا الأمانة إلى أهلها"، وفي رسالة واضحة للحكومة والسلطة أن تنسحب وفسح المجال لانتقال ديمقراطي "سلس"، قائلا "نحن حركة نزيهة لما عرفنا استحالة التغيير من الداخل انسحبنا.. وكذلك أنتم"، مضيفا "لن نحاسبكم ولن نتابعكم.. ولكن ردوا الأمانة لأهلها وللشعب"، كما قال مقري إنه "من حظ السلطة أن المعارضة ليست مجنونة ولا تريد فتح الحسابات والملفات"، داعيا إلى تنظيم انتخابات مسبقة من خلال لجنة وطنية مستقلة لمراقبة الانتخابات. وحذر مقري من تضييع المزيد من الفرص على الجزائر والجزائريين، قائلا "أمامنا فرصة سنتين أو ثلاثة... إذا ضيعنا الوقت سنذهب إلى ما لا تحمد عقباه"، مشيرا إلى أن الحركة "ستستمر في واجب الضغط على السلطة حتى ترشد". وفي الشأن الدولي، أشاد مقري بالدبلوماسية الجزائرية، والمبادرة التي أطلقها في كل من مالي وليبيا، معبرا عن مساندته لها، كما أشاد بالدعم الذي قدمته الجزائر لتونس، فيما أدان مقري بشدة الاعتداء على مقر جريدة "شارلي إيبدو" الأسبوعية، مشيرا إلى أنه "إساءة للإسلام وتهديد للمسلمين".