أوباما حسين وحده من يستحق الثناء والشكر، فلولا موقفه من دعوة ''حرق المصاحف'' التي جند لها قس تافه متطرفي جنسه لعشنا يوما أسود، بسبب رماد مصاحف شريفة لم تجد ولي أمر يحميها، فوحده أوباما من أوقف المهزلة الصليبية وحقن ''مداد'' المصاحف من تهديد ووعيد، لم يحرك ساكنا في أمراء المسلمين وكأن الأمر يخص إضرام النار في كومة ''تبن'' أمريكي.. العجيب في حملة ''حرق المصحف''، التي قرعت طبولها لأشهر، أننا لم نسمع بتحرك عربي ولا إسلامي رسمي لإيقاف ''المحرقة''، ولولا أن أوباما تعاطف مع دين والده ''حسين'' وحمى مصحفه من ''النار'' لعشنا ''عيدا'' ثانيا أسود. ففي عيد أضحى سابق تجرعت الأمة الإسلامية مرارة المذلة حينما قدمت أمريكا لنا ''قربانا'' عربيا لجسد ''صدام'' تدلى جسده و''عراقه'' أمام خذلان عربي، واليوم لولا أوباما لعشنا العيد نفسه والمرارة نفسها والعجز نفسه أمام إعلان إعدام المصحف الشريف الذي كاد يحدث.. غلام الله، وزير الركعات المعدودة والمرصودة، يدخل في أزمة فقهية ضد مفتي ''الرضاعة'' المصرية، والسبب أن غلام الله نادى بمبدأ ''لنا صلاتنا ولكم صلاتكم''. وفي الوقت الذي كان فيه أوباما أمريكا يحمي ''قرآن'' الحسين، كنا نحن وإخواننا المصريون نحتفل بعيد على مقاس ''لكم عيدكم ولنا عيدنا''، و''لكم كرتكم ولنا كرتنا'' والمهم أن كلا القطرين العظيمين والمحوريين والعربيين غاب عن حدث أن ''المصاحف'' كادت تحرق، وأن الله قد ''أعز'' مصحفه بأوباما وليس بغلام الله أو بعلي جمعة، وبأمراء المؤمنين من طينة ''خادم الحرمين'' أو ملك إفريقيا الذي فتح روما وعجز عن أن يقول كلمة في حق ''مصاحف'' كانت قيد الحرق.. فشكرا سيد أوباما على كرمك وتسامحك الديني.