بلغ سعر قارورة الغاز في بعض المناطق النائية بوهران 300 دج، بسبب تذبذب التوزيع، وتتواصل بذلك معاناة سكان المناطق النائية مثلما هو الحال في كل فصل شتاء مع تأجيل عمليات ربط تلك المناطق بالغاز الطبيعي رغم أن المشاريع مبرمجة منذ سنوات. وعزت مصادر من مديرية الطاقة والمناجم ارتفاع أسعار قارورات غاز البوتان في كل فصل شتاء، إلى زيادة الاستهلاك والتذبذب في التوزيع حيث يرفض الموزعون التنقل إلى المناطق النائية، ويعمد التجار إلى اقتناء القارورات وبيعها بأسعار مرتفعة. وما زاد من معاناة المواطنين رفض العديد من الموزعين العمل بسبب الظروف القاسية التي يشتغلون فيها، حيث اضطر العديد منهم للتوقف عن العمل بسبب الظروف الصعبة، وهي الوضعية التي دفعتهم للتهديد بالدخول في إضراب مطالبين بتوفير ظروف ملائمة للعمل كشروط الأمن والسلامة والمداومة وتوفير الوسائل والإمكانيات اللازمة. ومن بين المناطق التي لايزال سكانها يجرون بحثا عن قارورات الغاز قرية الجفافلة ببلدية مرسى الحجاج، حيث أعرب سكانها عن استيائهم من نقص هذه المادة الحيوية، ويأملون في توفير الغاز في الطبخ وهم لا يفكرون في استخدامه لأغراض أخرى كالتدفئة ما جلعهم يعانون قساوة البرد. واستفسر سكان المنطقة عن مصير مشروع الربط بغاز المدينة وهو المشروع المبرمج منذ 3 سنوات لكنهم لم يتلقوا سوى الوعود تلو الوعود وفي كل مر يتم إهمالهم إلى وقت لاحق ليبقى الوضع على حاله، رغم أن عملية الربط لا تستغرق ولا تكلف الكثير لأن أنابيب الغاز الطبيعي لا تبعد سوى بكيلومترين عن المنطقة، الأمر نفسه بالنسبة للعديد من القرى النائية شرق الولاية، حيث يتنقل سكانها إلى مناطق أخرى لاقتناء قارورات الغاز، وإن وصلتهم فإن سعرها يكون ب 250 دج وأكثر. ولا يختلف الأمر كثيرا ببلدية طافراوي جنوب الولاية والتي مازل مشروع الربط بغاز المدينة مبرمجا منذ 3 سنوات، وكان ينتظر أن يتم ربط المنطقة به قبل 3 سنوات مباشرة مع تثبيت أنابيب الغاز الضخمة التي تعبر البلدية إلى إسبانيا والبرتغال، ثم تلقى السكان وعودا بأن ذلك سيكون في العام الموالي وهو ما لم يحدث، ثم انتظروا ذلك مع بداية العام الجاري مثلما صرح به الوالي غير أن الجري وراء قارورات الغاز لايزال مستمرا، رغم أن أنابيب الغاز تعبر البلدية.