* 15 بلدية محرومة من الغاز تنتظر عمليات الربط بالرغم من الوعود التي ما فتئت شركة «نفطال» تطلقها في كل مرة على المواطنين والتي مفادها أنها قادرة على تدارك النقص المسجل في قارورات غاز البوتان المطلوب بكثرة لدى سكان القرى والدواوير في الجزائر العميقة إلا أن هذه الوعود لا تزال مجرد حبر على ورق ومجرد تطمينات الهدف منها تهدئة تذمر وغضب المواطنين الذين اشتكوا من غلاء قارورات غاز البوتان التي فاق سعرها في ولاية تيارت ال 1000 دج فلماذا هذا العجز والتقصير من لدن مسؤولي نفطال الذين فشلوا في حل مشكل توفير غاز البوتان لدى سكان هذه القرى والمداشر البعيدة ومتى ننتهي من هذه المعضلة إلى غير رجعة... السؤال مشروع والجواب عنه لدى القائمين بشؤون مؤسسة نفطال ق.ع .ه ما إن تطأ أقدامك قرى ودواوير ولاية تيارت حتى ينتابك شعور بالخوف وعدم الإطمئنان لما آلت إليه هذه المناطق النائية من حالة قد لا تجد لها وصفا دقيقا من العزلة والتهميش الممارس عليها طوال سنوات عديدة وهذه المناطق هي التي تصدى سكانها للإرهاب الهمجي خلال سنوات الجمر والآن لم يجد قاطنوها من يكافئهم إلا بوعود بقيت حبيسة أفواه المسؤولين المحليين ومشاريع ما زالت تراوح مكانها والأكيد أن التنمية قد غابت بها في إنتظار الفرج ربما على المدى البعيد غير أن المعضلة الكبرى الآن ومع إقتراب فصل الشتاء الذي يشهد له تيارت بإنخفاض محسوس في درجات الحرارة قد تصل في الغالب إلى 4 درجات تحت الصفر وما ينجر عنه من متاعب عديدة أثقلت كاهل السكان وأتعبتهم والتخوف الأكبر هو الثلوج الذي وإن كانت رحمة ونعمة فهو عدو لدود للسكان فالمسالك وعرة بهذه المناطق والعيش فيها أصبح الآن من الأمر الصعب والمستحيل فالظروف الاجتماعية أرغمت العديد من السكان على النزوح إلى المدن والبحث عن معادلة الإستقرار بها. ثلوج النقمة على سكان القرى من منا لا يتذكر الثلوج التي تجاوزت المترين التي شهدتها الجزائر خلال فيفري 2012 إذ أن تيارت وبكل مناطقها لم تسلم من هذه التقلبات الجوية وربما الفاتورة الغالية والتي دفعها مسبقا سكان القرى والعديد من البلديات والسبب هو إنعدام غاز المدينة ما جعل اللجوء إلى اقتناء قارورات غاز البوتان أمرا مطلوبا وواجبا والسعي وراء شرائها بمثابة الحلم للعديد من المواطنين وما زاد الإشكال هو أن التزود بها أصبح من المستحيلات بعد نفاذ الكمية لدى بعض أصحاب المحلات بالقرى وصعوبة الوصول إلى المسالك والطرق والمنافذ المؤدية إليها مما صعب المهمة أكثر وتصوروا ولو للحظة أن سعر القارورة قد تجاوز الألف دج وقد اضطر السكان طيلة شهر كامل إلى جلب الحطب والإستعانة به كوقود للتدفئة والطهي ناهيك أنه ولو لا تدخل عناصر الجيش الوطني الشعبي وفك العزلة وفتح الطرق وإيصال المؤن من المواد الغذائية إلى السكان ربما كانت الكارثة الكبرى تقع وعواقب قد لا تحمد عقباها. وطيلة شهر كامل وسكان هذه القرى يستغيثون فلا غاز ولا أكل ولا طبيب ولا دواء وبالرغم من هذا فإن الإرادة كانت قوية والعزيمة أكبر لدى سكان القرى وبعض البلديات والمعروفة بالنشاط الفلاحي أو الرعوي فالاستعانة بقارورة غاز البوتان وإستخدامها تبقى الحل الوحيد للمواطنين وإيجادها خاصة في هذه الفترة كان صعبا للغاية والتزود بها كان بمثابة الأمر المستحيل فالثلوج وبعد المسافة قطعتا سبل التواصل مع العالم الخارجي وبالرغم من ذلك تمكن سكان هذه المناطق من التعايش مع الوضع الصعب وتعود الأمور إلى طبيعتها بعد عناء وشقاء طيلة أربعة أسابيع كاملة ومع ذلك لم يتغير حال هذه القرى والدواوير غير أن التخوف دائما والهاجس الأكبر لدى السكان هو أن تتساقط الثلوج مرة أخرى وتتكرر نفس الوضعية التي عاشوها العام الماضي * رحلة مفنية للبحث عن قارورة بوتان وبما أن تيارت مشكلها يطرح في كثرة القرى والمداشر نظرا لاتساع المساحة فإن أغلبها ينتظر أن يستفيد من غاز المدينة ومثالها كالبلديات التي لم تحظ بعد بنصيبها من هذه المادة الحيوية فيوميات السكان لا تخلوا من البحث عن قاورة غاز البوتان فالدواوير الواقعة ببلدية السبعين ما يزال سكانها يشتكون ومضطرون لإقتنائها وقطع مسافات طويلة أو إنتظار شاحنة تزودهم بها مع العلم أن السكان يجدون صعوبة في الحصول عليها ذلك أن مربي الدواجن وفي غالب الأحيان يستحوذون على قارورات غاز البوتان مما صعب الأمر كثيرا على السكان للتزود بها مع العلم أن القارورة الواحدة وصل إلى 1000 دج وبما أن الأماكن المخصصة لتربية الدواجن تتطلب دائما التدفئة دفع بالكثيرين من المربين إلى الاستحواذ على الكميات الموجهة للمواطنين دون التفكير مسبقا في عواقب ذلك وربما يجد الساكن بهذه القرى نفسه حائرا في ظل هذا الوضع ونفس الشيء يعانيه سكان قرية سي عبد المومن الواقعة ببلدية عين بوشقيف أو تاقدمت المعزولة وغالبا ما يضطر السكان إلى إستخدام الحطب بعد جلبه من الغابة للطهي ولكن إلى متى؟ بالقرى ليس بالأمر الهين أو السهل كما يتصوره البعض بإعتبار أنها لم تحظ بالكثير من التنمية المحلية الشيء الذي دفع بالكثيرين إلى النزوح والهروب نحو البلديات والإستقرار بها وبالرغم من برامج تثبيت الأرياف وبناء المساكن الريفية لكن ما ينقص أساسا هو الغاز أو الكهرباء أو ينعدمان أصلا عبر المناطق الفلاحية واقتناء قارورة الغاز يتطلب ربما يوما كاملا للحصول عليها وبأثمان خيالية . ولا ننسى أن أغلب السكان يضطرون لقطع كيلو مترات مشيا على الأقدام في حال عدم توفر النقل وهذا مشكل آخر ما زال يعاني منه السكان ويطرح بحدة لاقتناء قارورة أو إثنين وهذا أيضا في حال تأخر شاحنة نقل الغاز وبما أن الظروف المناخية لا تساعد أكثر في التنقل فالسبيل الوحيد هو استخدام الحطب طيلة العام وتصوروا قليلا المشهد هنا. وما يزيد الطينة بلة كما يقال إن الفقر والحاجة هما سيدا الموقف بأغلب هذه المناطق النائية وإن قيل إنها فلاحية والسكان يمارسون النشاط الفلاحي أو الرعوي لكن الواقع يكذب ذلك فالعيش يبقى فقط على فتات الخبز في بيوت قديمة وأثاث قديم وأسر فقيرة إلى درجة لا يمكن تصورها، في ظل تجاهل المسؤولين المحليين للمطالب المشروعة للسكان من تعبيد الطرق وتوفير النقل ومحاربة البطالة المنتشرة في هذه الأوساط المعروفة هنا بتيارت ببساطة الحياة الى حد كبير، وبالرغم من الشكاوى المتعددة للسكان، الا أن الوضع مازال باق على حاله دون أن تتغير الأمور لصالحهم، وتبقى ربما قارورة الغاز الشغل والهم الأكبر للسكان، وإن توفرت الكهرباء بمنازلهم، إلاّ أن البحث عن الغاز، يبقى الحلم الوحيد لأغلب سكان القرى أو حتى البلديات التي تنتظر أن تجسد مشاريع الربط بغاز المدينة وخلال هذه الأيام، فإن درجة الحرارة عرفت إنخفاضا محسوسا وصلت الى درجتين تحت الصفر، وتضاعف استخدام الغاز الى مرتين، ويتطلب اقتناء وشراء اكثر من قارورتين للغاز البوتان والتمكن منها يتطلب جهدا كبيرا، مما يوحي بأن السكان مازالوا يتخبطون دائما في نفس المشكل دون إيجاد الحلول الكفيلة للقضاء على هذه المعاناة التي لم تنته بعد وبالمقابل فإن مدينة تيارت لم تنج من هذا الهم ذلك أن قاطني 118 سكن تساهمي والواقع بطريق البيضا محرومون من الغاز طيلة 13 سنة، بالرغم من النداءات المتكررة للسكان، إلا أن هناك أذان لا تريد أن تسمع نداء استغاثة السكان. على كل، فإن القرى، وحتى البلديات، ما زالت تعيش تحت رحمة قارورة الغاز، وما ينجر عنه من شقاء دائم، والمواطن دائما يدفع الفاتورة دون التفكير في حلول استعجالية في انتظار استكمال المشاريع المبرمجة أو البث فيها، قصد توفير الغاز والقضاء تدريجيا على هذا المشكل منذ الإستقلال على حدّ وصف أحد سكان مزرعة تمرڤيدة، الذي أكد أن أغلب القرى يتمنى سكانها ولو للحظة أن يتمتعوا أو يشاهدوا أشغال حفر تتعلق بالغاز، أو النهوض باكرا دون التفكير أنه يجب اقتناء قارورة الغاز، أو التوجه الى الغابة المجاورة، وقطع الأشجار. - سكان تامدة يتنفسون الصعداء استفادت قرية تامدة التابعة لبلدية ڤرطوفة، والتي تبعد عن عاصمة الولاية ب 14 كلم بإتجاه ولاية وهران، من مشروع ربط بالغاز، إذ من المنتظر أن يتم ربط 286 مسكن بهذه المادة الحيوية، بعد طول انتظار دام لسنوات طويلة، وقد خصص للمشروع أكثر من 6 ملايير سنتيم، في انتظار انطلاق أشغال التهيئة، فالسكان وكغيرهم من قاطني القرى، عانوا الأمرين، نتيجة التنقلات الى عاصمة البلدية بحثا عن الغاز، مما قد يقضي على معاناة السكان، التي لم تعرف لها نهاية ولسنوات طويلة، وبما أن المنطقة غابية فإن الظروف المناخية هي الاخرى صعبة للغاية، وقد تنفس السكان الصعداء، بعد سماعهم الخبر الأكيد، الذين إعتبروه بمثابة حلم تحقق، فيما استفادت بلدية تاڤدمت خلال فيفري الفارط هي الاخرى من مشروع ربط 1200 سكن بغاز المدينة في انتظار ان تحظى البلديات الاخرى بنصيبها من التنمية المحلية، ليس فقط في التزود بالغاز، ولكن حتى في أمور أخرى ومجالات أكثر حيوية. - مشاريع تنتظر التجسيد تشير الأرقام الرسمية الى أن نسبة الربط بغاز المدينة بولاية تيارت، قد قفزت من 37٫30٪ سنة 1999 الى 75٪ سنة 2012 في حين تم ربط 108.615 سكن بالغاز الطبيعي، وقد برمجت مشاريع مماثلة خلال الخماسي الحالي، تتعلق بتوفير الغاز لأكثر من 6.817 مسكن بغلاف مالي قدر ب 5٫6 مليار دج، فيما برمج الآن تزويد 10 بلديات بالغاز من أصل 42 بلدية، خلال هذا العام، من مشاريع الربط للبيوت، والقضاء تدريجيا على هذا المشكل المطروح منذ أعوام، وتوفير الغاز والتقليل والحد من إستعمال قارورات غاز البوتان، والتي تشكل خطرا على سلامة المواطن، وتبقى حاليا 15 بلدية محرومة من الغاز، في انتظار برمجتها هي الاخرى، فيما إنطلقت مشاريع ربط المساكن، بالبلديات العشرة المبرمجة حاليا. وفي انتظار، ذلك، فإذ مديرية نفطال بتيارت قد تداركت النقص الذي عرفته تيارت خلال شتاء 2012 وهذا بمضاعفة الإنتاج عبر وحداتها بتيارت وملاكو، والإستعانة بشاحنات تابعة للخواص، وتزويد كل المناطق ومنها النائية بقارورات غاز البوتان، وتوفيرها عبد المحطات التابعة لها، وهذا تحسبا للثلوج المرتقبة خلال الأيام القليلة المقبلة، وإن يبدي السكان وفي أغلبيتهم تخوفا كبيرا من نفاذ الكمية، إلا أن مديرية نفطال قد إتخذت كل التدابير والإجراءات اللازمة، لضمان التزود الدائم بالغاز وتدعيم الطاقة الإنتاجية بالوحدات.