تسعى الإدارة الأمريكية إلى إقناع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بقبول صيغة معادلة تضمن عدم انهيار المفاوضات بينهما مع حلول موعد 26 سبتمبر الذي يشكل نهاية الأشهر العشرة التي أعلنتها حكومة إسرائيل كفترة تجميد للاستيطان مع بدء الجانبين المفاوضات المباشرة في القدسالغربية اليوم استكمالا لجولة أول أمس الثلاثاء بشرم الشيخ. وبموجب هذه المعادلة يبدأ الجانبان ترسيم الحدود المتوقعة بين الدولة الفلسطينية المستقبلية ودولة إسرائيل وإتاحة المجال لإسرائيل لمواصلة البناء الاستيطاني في المستوطنات التي ستظل تحت سيادتها في مرحلة الحل النهائي. ويعتمد هذا المقترح على ما تم الاتفاق عليه في كامب ديفد عام 2000 بشأن مقايضة أراض للمستوطنات في الضفة الغربية بأراض داخل الخط الأخضر تساوي نفس المساحة. و من حيث المبدأ فإن الجانب الفلسطيني يقبل بهذا المقترح لأنه يلبي طلبه بالبدء بعملية ترسيم الحدود وبنفس الوقت يضمن استمرار تجميد البناء في المستوطنات التي ستكون داخل الدولة الفلسطينية المستقبلية. ويريد الأمريكيون التوصل إلى حل وسط بين الجانبين قد يشمل تبادل ما بين 4% إلى 5,4% من الأراضي. ويريد الأمريكيون الإبقاء على زخم اللقاءات المباشرة لبلورة اتفاق وتجاوز عقبة الاستيطان، حيث يعد لقاء اليوم بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرابع منذ انطلاقة المفاوضات قبل عشرة أيام كما يعتزم الرجلان عقد اجتماع خامس الأسبوع القادم . وأشارت تقارير صحفية إسرائيلية إلى أن الإدارة الأمريكية تمارس ضغوطا كبيرة على نتنياهو وعباس ليتوصلا إلى حل بشأن استمرار البناء في المستوطنات، وأضافت أن عدة حلول قد طرحت في شرم الشيخ أول أمس دون تقدم. وقالت إن نتنياهو ينوي الاجتماع مرة أخرى بعباس قبل انتهاء سريان قرار تجميد البناء في مستوطنات الضفة الغربية في 26 سبتمبر الجاري. وفي هذا السياق تسعى وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لردم الفجوة بين الجانبين بعد حضورها مفاوضات شرم الشيخ أول أمس. وستلتقي كلينتون رئيس الوزراء الإسرائيلي أولا اليوم ثم ينضم إليهما الرئيس الفلسطيني في لقاء يحضره أيضا المبعوث الأمريكي جورج ميتشل. وعقب جولة مفاوضات أمس قال ميتشل إن القيادتين الفلسطينية والإسرائيلية أخفقتا في حل الخلاف بشأن النشاط الاستيطاني ولكنهما ما زالتا تعتقدان أن بالإمكان التوصل إلى اتفاق للسلام في غضون عام. ومن المقرر أن ينتهي وقف استمر عشرة أشهر للبناء في مستوطنات الضفة الغربيةالمحتلة يوم 26 سبتمبر الجاري، لكن ميتشل بدا متفائلا رغم تهديدات فلسطينية بالانسحاب من المفاوضات الجديدة إذا استأنفت إسرائيل أعمال. وقال ميتشل للصحفيين في شرم الشيخ ''الرئيس عباس ورئيس الوزراء نتنياهو مستمران في الاتفاق على أن هذه المفاوضات التي هدفها حل كل القضايا الجوهرية يمكن أن تستكمل خلال عام واحد''. وفي رده على سؤال عقب انتهاء جولة المفاوضات، قال ميتشل إن الرؤية الأمريكية بشأن حل الدولتين تتضمن دولة يهودية ديمقراطية في إسرائيل تعيش جنبا إلى جنب مع دولة فلسطينية. ويأتي اجتماع شرم الشيخ بعد إعادة إطلاق محادثات السلام المباشرة في واشنطن في الثاني من الشهر الجاري بعد توقفها عشرين شهرا بهدف معلن هو تحقيق إطار اتفاق خلال عام. وتشمل القضايا الجوهرية المستوطنات والأمن والحدود ومصير اللاجئين الفلسطينيين. من جهته وصف وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط المفاوضات التي أجريت في منتجع شرم الشيخ بأنها ''جادة''، لكنه نفى وجود تفاؤل فيما يتعلق بقضية النشاط الاستيطاني في الأراضي المحتلة.