يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم بمدينة رام الله بالضفة الغربية بالمبعوث الأمريكي الخاص للسلام جورج ميتشل الذي سيسلمه الرد الإسرائيلي على المطالب التي وضعها الجانب الفلسطيني لاستئناف المفاوضات المباشرة.والتقى الموفد الأمريكي أمس بالوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي سلمه رد حكومته بخصوص مسألتي الأمن والحدود اللتين اعتبرتهما السلطة الفلسطينية كشرطين مبدئيين يتعين على إسرائيل القبول بهما قبل الدخول في المفاوضات المباشرة. وقال نبيل أبو ردينة ''لقد طرحنا قبل بضعة أسابيع أفكارا بشأن الأمن والحدود وننتظر منه أن ينقل إلينا الرد الإسرائيلي عليها وبناء على ذلك سنتحرك''. وذكر أبو ردينة بالاجتماع الذي ستعقده لجنة متابعة المبادرة العربية في القاهرة في 29 من الشهر الجاري لبحث المستجدات في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية والنظر وفق المعطيات في إمكانية الانتقال إلى المفاوضات المباشرة كما يدفع في هذا الاتجاه الأمريكيون والإسرائيليون. ويشترط الفلسطينيون قبل الانتقال إلى المفاوضات المباشرة الانتهاء من ملفي الحدود والأمن وأن تقبل الحكومة الإسرائيلية استئناف المفاوضات النهائية من النقطة التي انتهت في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أيهود أولمرت في ديسمبر 2008 والاستمرار في تجميد الاستيطان بالضفة والقدسالمحتلة. وجاءت تصريحات أبو ردينة يوما بعد تصريحات الرئيس الفلسطيني الذي أكد أنه لن يتم الانتقال إلى المفاوضات المباشرة مع إسرائيل دون الاتفاق من حيث المبدأ بما قدمه الجانب الفلسطيني من شروط. ونفى الرئيس الفلسطيني وجود أية ترتيبات مصرية لعقد لقاء مشترك مع الوزير الأول الاسرائيلي بنيامين نتانياهو يوم غد الأحد بالعاصمة المصرية حيث ينتظر أن يلتقيان مع الرئيس المصري حسني مبارك. وأضاف عباس أنه لن يتم الانتقال إلى المفاوضات المباشرة مع إسرائيل إلا بقبولها من حيث المبدأ بما قدمه الجانب الفلسطيني للإدارة الأمريكية في ملفي الحدود والأمن. واعتبر قبول إسرائيل بشروط الجانب الفلسطيني سيكون ''تقدما يؤسس للذهاب إلى المفاوضات المباشرة'' مؤكدا انه من دونه لن يتم الانتقال إلى تلك المرحلة. وشدد التأكيد على أن ''المطلوب من الجانب الإسرائيلي القبول بمبدأ الانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة بحدود عام 1967 مع الاتفاق على التبادلية في القيمة والمثل واشراك طرف ثالث فيها من أجل الانتقال إلى المفاوضات المباشرة''. ولكن الرئيس الفلسطيني لم يؤكد على الإلحاح الفلسطيني بضرورة التزام إسرائيل بوقف نهائي لكل عمليات الاستيطان وليس الاكتفاء فقط بتجميده ظاهريا وممارسته عمليا على أرض الواقع في القدسالشرقية والضفة الغربية. وهو ما يطرح الكثير من التساؤلات حول الموقف الذي يمكن أن تتخذه السلطة الفلسطينية إزاء فكرة استئناف المفاوضات المباشرة التي انحازت إليها الإدارة الأمريكية إذعانا للموقف الإسرائيلي رغم أنها كانت تريدها مفاوضات غير مباشرة لإزالة حالة عدم الثقة قبل الدخول في المفاوضات المباشرة وهو ما رفضته واشنطن قبل أن تتراجع كما فعلت بخصوص مسألة الاستيطان التي رأت فيها عقبة أمام السلام ثم قبلتها هي الأخرى تحت ضغوط اللوبي اليهودي في الولاياتالمتحدة. وكانت إسرائيل والإدارة الأمريكية قد دعيا إلى الانتقال لمفاوضات مباشرة رغم الإعلان الفلسطيني أن المفاوضات التقريبية التي أطلقتها واشنطن في التاسع من ماي الماضي برعايتها لمدة أربعة شهور لم تحقق أي تقدم.