أشاد مختلف الفنيين الجزائريين واللاعبين القدامى بأداء النخبة الوطنية، أول أمس، أمام السنغال بعد الفوز على الأخير والتأهل إلى ربع النهائي، لكن الجميع اتفق على أداء الفرنسي من الناحية التكتيكية والتي تغلب فيها على مواطنه ألان جيراس بالطول والعرض، وهو ما ظهر جليا فوق أرضية الميدان من خلال السيطرة الميدانية على أسود التيرانغا وأيضا النتيجة النهائية التي أخرجت الخضر من عنق الزجاجة، وسمحت له بالتواجد في ربع نهائي الدورة الافريقية في غينيا الاستوائية بعد مشاكل وضغوطات كبيرة شهدها معسكر الخضر بعد الخسارة الأخيرة أمام غانا والتي جاءت في الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء، لكن ذلك حسب الفنيين لم يقف حجر عثرة أمام النخبة الوطنية لتجاوز كل العقبات ومنح الترشح للخضر. مصطفى بسكري: "غوركوف تفوق تكتيكيا على آلان جيراس" قال المدرب مصطفى بسكري في تعليقه على الفوز الذي حققه المنتخب الوطني أمام نظيره السنغالي، أن العناصر الوطنية كانت أكثر إرادة ورغبة في التأهل للرد على الانتقادات التي طالتها بعد الهزيمة أمام غانا وقدمت مباراة قوية من جميع الجوانب، مؤكدا أن هدف السبق الذي سجله محرز ساعد كثيرا العناصر الوطنية على التخلص من الضغط. وفي المقابل أدخل الشك في نفوس لاعبي السنغال الذي وجدوا صعوبات كبيرة للعودة في النتيجة، بالنظر إلى التمركز الجيد للاعبين، خاصة من الجانب التكتيكي بعدما ضبط المدرب غوركوف طريقة لعب جيدة أخلط بها أوراق المدرب آلان جيراس وتفوق عليه تكتيكيا، ولم يتردد مصطفى بسكري في التأكيد أن العناصر الوطنية قادرة على الذهاب بعيدا لو تواصل الظهور بهذا الوجه. حاج منصور: "أبارك للجزائر التأهل وأتوقع وصولها إلى المربع الذهبي" قال المدرب الفلسطيني حاج منصور سعيد في تعليقه عن الفوز الذي حققه المنتخب الوطني على نظيره السنغالي، إن العناصر الوطنية قدمت أفضل مباراة لها في الكان إلى حد الآن وأكدت من خلال الأداء أمام السنغال أن المشكل الأكبر كان في أرضية الميدان التي لم تساعد المنتخب في مبارتي جنوب إفريقيا وغانا، لكن عندما وجد اللاعبون أرضية صالحة طبقوا الكرة التي كانوا يلعبونها في المونديال، وأشار إلى أن هذا الفوز سيدعم أكثر ثقة اللاعبين ويبعث الشك في نفوس المنتخب المنافس الذي سيواجهه الخضر في الدور المقبل. كما أشاد المدرب الفلسطيني بالناخب الوطني غوركوف الذي عرف كيف يشرك التشكيلة المثالية التي حققت الفوز، وتكهن المدرب السابق لعديد الأندية الجزائرية بأن المنتخب الوطني سيصل إلى المربع الذهبي مهما كانت هوية المنافس الذي سيواجهه في ربع النهائي. أرزقي عمروش: "الدفاع لعب أحسن مباراة له في الكان" لم يتردد صخرة دفاع المنتخب الوطني سابقا أرزقي عمروش في التأكيد أن المنتخب الوطني خاض أفضل مباراة له في الكان، خاصة من الناحية الدفاعية، مشيرا إلى أن الجميع كانوا متخوفين من الدفاع، لكن بوقرة ورفاقه عرفوا كيف يحدون من خطورة هجوم المنتخب السنغالي الذي يضم أسماء لامعة، إلا أنه لم يتمكن من الوصول إلى شباك الحارس مبولحي بفضل تضييق المساحات على المهاجمين والرقابة الفردية لمدافعي الخضر، وأشار عمروش إلى أن المنتخب الوطني سيكسب الكثير من الثقة بعد هذا الفوز، لكن وجب على اللاعبين والمدرب نسيان هذا التأهل بسرعة والتحضير بشكل جيد لمباراة الدور ربع النهائي التي ستكون أصعب بكثير من مباراة السنغال. بلعطوي: "مباراة السنغال ذكرتنا بروح المونديال والتصفيات" يرى المدافع الدولي الأسبق عمر بلعطوي، أن المباراة التي لعبها المنتخب الوطني من حيث الإرادة والروح القتالية العالية فوق أرضية الميدان، ذكرت الجميع بالأداء الجيد الذي قدمه المنتخب الوطني في المونديال، ولم يتردد في القول إنه كان واثق من انتفاضة العناصر الوطنية بعد الهزيمة الأخيرة أمام المنتخب الغاني التي كانت بمثابة شحنة إضافية للاعبين لتقديم كل ما لديهم أمام السنغال، مشيدا بالأداء الدفاعي الجيد للاعبين الذين عرفوا كيف يشلون تحركات مهاجمي منتخب السنغال، وأشاد بلعطوي أيضا بالسرعة في التنفيذ لدى اللاعبين بما أن الهدف الثاني الذي ضمن به المنتخب الفوز جاء من هجمة مرتدة سريعة ولم يسمح اللاعبون، لمدافعي السنغال بالتمركز جيدا في الدفاع. أما عن حظوظ المنتخب الوطني بعد التأهل إلى ربع النهائي، قال بلعطوي إنه الآن لا يوجد مجال للتدارك في حال الهزيمة وبذلك فإن العناصر الوطنية مطالبة بالحفاظ على التركيز واسترجاع أنفاسها بالدرجة الأولى بعد الإرهاق الذي نال منها جراء مباراة السنغال، وبدا محدثنا متفائلا بإمكانية الظهور بنفس الإرادة في ربع النهائي ولم لا الذهاب بعيدا والوصول إلى المباراة النهائية بما أن المنتخب الوطني سيبقى في مالابو وأرضية الميدان تساعده كثيرا عكس الأرضيات الأخرى التي لا يمكنه أن يقدم فيها أداء جيدا. آلان ميشال: "أهنيء المنتخب الجزائري وغوركوف على هذا التأهل" قال المدرب الفرنسي لشباب بلوزداد آلان ميشال إنه تابع مباراة المنتخب الوطني والسنغالي بكثير من التفاعل، لأنه تعلق بالجزائر وناصرها بكل قوة من أجل التأهل، مشيرا إلى أن العناصر الوطنية قدمت أفضل مباراة لها في نهائيات كأس أمم إفريقيا وكانت أكثر رغبة في الفوز من عناصر المنتخب السنغالي التي كانت في رواق جيد لتحقيق التأهل بما أنه كانت تكفيها نقطة واحدة فقط، لكن عزيمة المنتخب الجزائري ورغبته في أن يؤكد فعلا أنه من بين أحسن المنتخبات الإفريقية صنعت الفارق بفضل الطريقة التكتيكية المحكمة التي طبقها المنتخب الجزائري سواء في الدفاع أو وسط الميدان أو الهجوم، وأشار آلان ميشال إلى أنه يتمنى التوفيق للجزائر في قادم الأدوار وهو واثق من قدرتها على الوصول إلى المربع الذهبي. كما هنأ الناخب غوركوف على هذا التأهل ويأمل أن يتمكن من التتويج بأول لقب له. محمد قاسي السعيد: "كنا نتوقع انتفاضة الخضر بعد هزيمة غانا" قال الدولي الجزائري السابق، محمد قاسي السعيد، الذي عايش الفترة الذهبية للكرة الجزائرية مع جيل الثمانينات أنه سعيد للغاية مثل بقية الشعب الجزائري بتأهل المنتخب الوطني إلى الدور ربع النهائي، مؤكدا أنه كان واثق من قدرة العناصر الوطنية على الانتفاض وتحقيق الفوز على السنغال خاصة في ظل الرغبة التي كانت تحدو اللاعبين، وقال إن هذا التأهل كان أيضا بمثابة رد على المنتقدين الذين أكدوا وجود إنشقاقات في التشكيلة الوطنية، لكن الروح العالية والتضامن بين اللاعبين كان موجودا فوق أرضية الميدان، وختم كلامه بالقول إن المنتخب الوطني يجب عليه أن يواصل بنفس الرغبة والعزيمة ما تبقى من مشوار هذه المنافسة. هنري كامارا: "من المؤسف الخروج بهذه الطريقة بعدما كان التعادل يكفينا" أوضح مهاجم المنتخب السنغالي سابقا هنري كامارا في تصريحات لوسائل الإعلام السنغالية عقب الخروج من الدور الأول بالقول إن ذلك كان بمثابة كارثة لهذا الجيل من لاعبي المنتخب السنغالي الذين كانت جميع الآمال معلقة عليهم للذهاب بعيدا في هذه المنافسة، وأشار كامارا إلى أن كل الظروف كانت تخدم المنتخب السنغالي الذي كان يكفيه التأهل للتأهل إلى الدور ربع النهائي، لا سيما أنه كان يحتل ريادة ترتيب المجموعة قبل هذه المباراة، لكن كل الأمور انقلبت بعد الهزيمة وفوز المنتخب الغاني، وقال كامارا إن المنتخب السنغالي لم يقدم شيئا في تلك المباراة ولم يكن يستحق التأهل إلى الدور المقبل بما أن المنتخب الجزائري كان أفضل منه، لكنها تبقى تجربة مفيدة لأسود التيرانغا في المستقبل.