لم تنل الجريمة النكراء التي راحت ضحيتها سارة الفتاة المهاجرة، ذات الأصول الجزائرية، حقها من الاهتمام الإعلامي العربي وحتى الغربي. الجريمة التي تعتبر سابقة خطيرة نظرا لعدة أسباب منها مكان وقوعها بأشرف وأأمن بقعة في العالم هي مكةالمكرمة، إلا أن حادثة اغتصاب ومقتل فتاة بريئة بكل برودة دم وفي مكان آمن في فندق بمكةالمكرمة مرت مرور الكرام ولم تنل الحد الأدنى من الاهتمام والتغطية الإعلامية عبر الفضائيات العربية التي تدعي مواكبتها لكل شاردة وواردة عبر العالم. لقد لوحظ منذ اليوم الأول لوقوع الجريمة التعامل السلبي والتجاهل الكلي لقناة إخبارية ''كبيرة'' مثل ''الجزيرة'' لحادثة الاغتصاب والقتل البشعة في تصرف مريب للقائمين على شؤون الفضائية القطرية وهي التي لا تفوت التطرق لأي خبر مشين يخص الجزائر. ''الجزيرة'' لم تتطرق للخبر ولو عبر شريطها المكتوب الإخباري الذي أورد مقتل 3 أشخاص في سيول بنغلاديش المعروفة بمثل هذه الحوادث الطبيعية. وعلى غرار ''الجزيرة'' الشيء نفسه مع قناة ''العربية'' التي تطرقت باحتشام كبير للجريمة النكراء، حتى وإن تعامل العربية ببرودة له تفسير بحكم أن قناة العربية تابعة للنظام السعودي وخطها الافتتاحي يفرض عليها عدم الترويج لخبر مثل هذا بحكم وقوعها بالأراضي السعودية. تعامل الإعلامي العربي والأجنبي أثار استغرابا كبيرا لدى الشارع الجزائري الذي لولا بعض الجرائد المكتوبة لما كانت له فرصة سماع خبر الجريمة النكراء. لكن في واقع الحال لا يمكن أن نلقي لوما زائدا على الإعلامي العربي والأجنبي وهذا لسبب بسيط هو أنه حتى الإعلام الرسمي والعمومي في الجزائر كان له المنطق نفسه والتعامل نفسه مع حادثة مقتل البريئة سارة. ولحد كتابة هذه الأسطر لم تتطرق نشرات الأخبار باليتيمة إلى حادثة مقتل الفتاة الجزائرية ولو بشكل مقتضب في إطار الخبر العادي، مما يطرح علامة استفهام كبيرة لمفهوم الإعلام العمومي، وما هي الأسباب الحقيقية التي تجعل من جهاز ممول من أموال الشعب أن يتجاهل حادثا مأساويا بهذا الحجم.