أربعة جرحى في انهيار منزل بعين الفوارة في سطيف كشف أمس، رئيس النقابة الوطنية للمهندسين المعتمدين للهندسة المدنية والبناء، حجراس عمر، عن ما نسبته 80 بالمائة من البنايات بالحظيرة الوطنية غير مطابقة للقانون، بسبب منح صفقات بالتراضي دون استشارة المهندسين المدنيين وما يقابله من خطر انهيار تلك المباني في حالة ضرب زلزال بمعدل 6 درجات. وأكد رئيس النقابة الوطنية على هامش الجمعية العامة الأولى المنعقدة ببومرداس التي شاركت فيها 36 ولاية، أن وزارة السكن أعطت أوامر صارمة لدواوين الترقية والتسيير العقاري على مستوى ولايات الجمهورية، قصد إجراء دراسات قبل انطلاق أي مشروع، غير أنه وبصفة عامة يتم حاليا منح مشاريع بالتراضي، وهو ما قال عنده المتحدث إنه مخالف للقانون خصوصا القانون رقم 04/05 المؤرخ في 14 أوت 2004، المعدل والمتمم للقانون 90-29 المتعلق بالتهيئة والتعمير، لاسيما المادة 55 منه، التي تنص على أنه "يجب أن يتم إعداد مشاريع البناء الخاضعة لرخصة البناء من طرف مهندس معماري ومهندس في الهندسة المدنية معتمدين معا، في إطار عقد إدارة المشروع". مؤكدا في السياق، أن رخص البناء التي تمنحها مصالح البلدية "غير قانونية' لعدم احترامها القانون المذكور، لا سيما المادة 73 منه التي تنص على أنه "يجب على رئيس المجلس الشعبي البلدي وكذا الأعوان المؤهلين قانونا، زيارة كل البنايات طور الانجاز والقيام بالمعاينات التي يرونها ضرورية وطلب الوثائق التقنية الخاصة بالبناء والاطلاع عليها في أي وقت"، وهو الأمر الذي قال بشأنه إنه لا يستبعد رفع دعوى قضائية لوقف هذه الخروقات، مؤكدا أنه لم يستعجل الأمر حتى لا يتسبب في وقف عجلة التنمية بالبلاد على اعتبار أن التجاوزات مسجلة على المستوى الوطني. وتساءل المتحدث في الصدد عن دور مديريات التعمير والبناء التي قال عنا إنها من المفروض هي من تسهر على احترام القانون، على اعتبار أن مدير التعمير هو من يمنح "رأي المطابقة"، مشيرا إلى الانتهاكات الصارخة التي يشهدها قطاع البناء، خصوصا ما تقوم به مكاتب الدراسات التي تستلم مبلغ 5 مليار سنتيم مقابل التأشير على مشاريع سكنية في الأصل قامت بدراستها شركات ومكاتب أجنبية، على حد قوله. وفي جانب آخر، أشار رئيس النقابة إلى مساع لترسيم يوم 21 ماي كيوم وطني للمهندس، ناهيك عن العمل على إنشاء "مصف وطني للمهندسين المعتمدين للهندسة المدنية والبناء"، شأنهم شأن باقي الهيئات المهنية وذلك قبل بداية شهر جوان المقبل. في سياق متصل، انهار، أمس، أحد المنازل بوسط مدينة سطيف بالقرب من النصب التذكاري "عين الفوارة"، المنزل الموجود بالطابق الأول في العمارة ولحسن الحظ المنزل مهجور وخال من السكان، في حين انهيار الطابق الاول تسبب في انهيار الطابق السفلي الذي كان يوجد به مطعم، وأسباب الانهيار تعود إلى قدم المنزل ورداءة جدرانه، وقد ادى إلى إصابة أربعة أشخاص من رواد المطعم ، ولا تزال عمليات البحث جارية من طرف عناصر الحماية المدنية إلى غاية كتابة هاته الاسطر. في حين فتحت مصالح الأمن تحقيقا حول الحادث.