خرج المنتخب الوطني من كأس أمم افريقيا و تحطمت معه آمال جماهيره و عشاقه الذين كانوا يرون في هذا الجيل أبطالا ل "الكان" حتى قبل ان يبدأ، و ذهب الكثير منهم بالحديث عن النجمة الثانية التي سيزين بها رفقاء ياسين براهيمي قمصانهم إلى جانب العلم الجزائري، و لو أنه حلم و طموح مشروع في حقيقة الأمر، بالنظر أولا إلى فريق أبهر في المونديال و ايضا إلى الزاد البشري الذي يملكه الناخب الوطني كريستيان غوركوف، و هي تشكيلة تعتبر كافية في نظر المتابعين و أهل الاختصاص، ليكون هؤلاء اللاعبين عرسانا في 08 من شهر فيفري الجاري. هذا الخروج الذي كان برعاية الثعلب رونار و أفياله، يمكن أن نبنيه على عدة أسباب و سقطات من طرف التقني الفرنسي كريستيان غوركوف، التي من بينها بنك الاحتياط الذي يمكن القول اعتباره تعرض « لجريمة » تسيير من طرف مدرب لوريان السابق. قتل المنافسة بين لاعبيه المعروف على مشوار هذا المدرب و أفكاره و سياسته، اعتماده على عدد محدود من اللاعبين، فبالإضافة إلى التركيبة الأساسية و التي يثبتها في جميع المباريات –اللهم حدوث اصابات و عقوبات – ،إضافة إلى ثلاثة أو أربع لاعبين على أقصى تقدير من بنك الاحتياط و كل هذا من قائمة تضم ثلاثة و عشرين لاعبا، و هو ما رأيناه في التصفيات التي لعبها و بالخصوص في هذا العرس الافريقي. هؤلاء فقط من شاركوا مع غوركوف فمن القائمة اعتمد فقط على ستة عشرة لاعبا بشكل خياري و هم: مبولحي – ماندي – مجاني – حليش – غولام – لحسن – تايدر – بن طالب – فيغولي – محرز – براهيمي– سوداني – سليماني – بلفوضيل – قادير – قاسحي و لدقائق قليلة جدا بالنسبة لقادير و قاسحي و كان ذلك ضد غانا و السنغال تواليا، في حين جاء الاعتماد على سوادني بشكل اضطراري بعد اصابة سليماني، و نفس الأمر ينطبق على بوقرة أين بدأ حليش أساسيا في لقاء جنوب افريقيا و قبلها في التصفيات، لكن الاصابة فسحت المجال للقائد المعتزل مجيد بوقرة ليأخذ مكانته. و هناك من اكتشف مناظر غينيا الاستوائية فقط أما اللاعبين الذين كانوا خارج حسابات المدرب رغم وجود امكانيات تسمح لهم بتقديم الاضافة، نجد كل عبد المؤمن جابو و جمال مصباح و الياسين كادامورو و مهدي زفان زيادة على الحارسين دوخة و سيديرك، رغم أنه حارس مثل مبولحي لا يُعارض عليه. المجموعة في زمن غوركوف و سابقيه هذا التفكير و الاجراء المطبق من غوركوف جعل الكثير يتحدث عن مشاكل و توتر داخل غرفة حفظ ملابس الخضر، و عن شحناء الموجودة بين بعض اللاعبين عكس ما كنا نشاهده من لحمة تضامنية في وقت البوسني أو حتى قبله في جيل ام درمان مع رابح سعدان. جابو و سوداني؟ نار أُخمدت أما في زمن الناخب الحالي فجاءت إلى معالمنا قنبلة كادت أن تنفجر بعد مباراة غانا التي خسرها أبناء الجزائر، و هذا بوجود حرب باردة بين جابو و سوداني المهمشان من طرف المدرب مع القائد مجيد بوقرة الذي تحدث بتصريح كما يلي: » من لم يعجبه خيارات المدرب فيمكنه حزم حقائبه و الرحيل »، و هنا وضع لاعبا الافريقي و دينامو زغرب في عين المعنيان بهذا التصريح، كونه لهما الامكانات التي تسمح لها بالدخول في مخططات الناخب الوطني، و على حساب بعض اللاعبين نجدهم أساسيين فوق العادة و دون تقديمهم لما هو مطلوب منهم. كرسي احتياط بارد !! عكس ما كنا نشاهده في وقت البوسني وحيد حليلوزيتش من حرارة داخل بنك الاحتياط و تضامن بين لاعبيه، لاحظ جميع المتابعين البرودة التي أصبح عليها بنك الاحتياط، و عدم القتالية على المناصب، لأنه في وقت الفرنسي أصبح الأساسين معروفة أسماؤهم حتى قبل بداية التربص، و نفس الأمر ينطبق على "فئة المهمشين " من اللاعبين الذين يعرفون أن حضورهم هو فقط لملء القائمة لا غير.