أجمع الفنيون الجزائريون على أن قلة خبرة الناخب الوطني مع المنتخبات، خاصة في المحافل الكبرى، إلى جانب سذاجة اللاعبين في التعامل مع الكرات الثابتة، كان السبب الرئيسي وراء خروج الخضر من ربع نهائي أمم افريقيا 2015 بغينيا الاستوائية، مؤكدين أن المدرب الوطني اصطدم بواقع المنافسة والقارة السمراء التي لا يعرفها ولا يملك عنها معلومات وافية تسمح له بتسيير المنافسة، بدليل الأخطاء التي وقع فيها من البداية وهي عدم الذهاب مبكرا إلى غينيا الاستوائية وهو الأمر الذي أثر بشكل سلبي على الأداء البدني للفريق الذي وجد صعوبات كبيرة في التأقلم مع المناخ والأجواء في مونغومو ومالابو، يضاف إلى هذا كله حسب التقنيين أن بعض اللاعبين ارتكبوا أخطاء كبيرة في الدفاع، خاصة في مراقبة المهاجمين. رابح ماجر:"غوركوف لم يحسن التعامل مع اللقاء.. وضيعنا فرصة ذهبية للتتويج باللقب" قال نجم الخضر في الثمانينات، رابح ماجر، إن المدرب الفرنسي وقع في العديد من الأخطاء في مباراة كوت ديفوار، من خلال عدم تعامله الجيد مع طريقة لعب الخصم الذي قرأ مدربه المباراة بشكل أفضل وجيد، وهو ما انعكس فوق أرضية الميدان من خلال سحب البساط من تحت قدمي مفاتيح اللعب الخاصة بالنخبة الوطنية، مؤكدا أن الخضر ضيعوا فرصة حقيقية للتتويج باللقب القاري في ظل أسماء المنتخبات التي بقيت في المنافسة. نصر الدين دريد: "نقص خبرة المدرب مع المنتخبات كان واضحا" أكد الحارس الدولي السابق، نصر الدين دريد، أن نقص خبرة الناخب الوطني غوركوف مع المنتخبات كان واضحا من خلال الإبقاء على الرسم التكتيكي نفسه الذي كان يلعب به. كما أن تعامله مع مختلف المباريات التي جرت في أمم إفريقيا يؤكد أن غوركوف مازال أمامه الكثير للتعلم، لأن تدريب المنتخبات يختلف عن تدريب الأندية وعليه فإن الخضر وقعوا في مصيدة الايفواريين الذين كانوا أكثر تجهيزا وتحضيرا لمباراة ربع النهائي، والنتيجة كانت حتمية فوق أرضية الميدان لصالح المنتخب الايفواري. لخضر بلومي: "بعض الأسماء كانت لديها مكانة في مباراة كوت ديفوار" قال أحد صناع ملحمة خيخون لخضر بلومي، إن المنتخب لعب بشكل جيد، خاصة في الشوط الثاني من المباراة، لكن ذلك لا يكفي في المنافسة الإفريقية أمام فرق لها خبرة طويلة في التعامل مع اللقاءات المهمة، مشيرا إلى أن بعض اللاعبين كان لهم موطئ قدم في لقاء ربع النهائي، على غرار جابو الذي كان من الممكن أن يمنح الاضافة للنخبة الوطنية، لكن المدرب أراد غير ذلك من خلال تعامله مع مجريات المباراة واللقاء بشكل عام. مغارية: "الخضر كانوا يستحقون التأهل وبوني هو الذي صنع الفارق" يرى المدافع الدولي السابق فوضيل مغارية أن المنتخب الوطني كان أفضل بكثير من نظيره الإيفواري سهرة أمس الأول، حيث سيطر بالطول والعرض على مجريات المباراة والمنتخب الإيفواري كان متخوفا للغاية لولا الهدف الأول الذي سجله بوني والذي جعل لاعبي كوت ديفوار يتحررون من الخوف، وأضاف أن عناصر المنتخب الوطني قدمت كرة جميلة وأدت إحدى أحسن مبارياتها في الدورة، غير أنها لم تجسد بعض الفرص التي أتيحت لها، على عكس المنتخب الإيفواري الذي لم يلعب جيدا لكنه كان فعالا، خاصة في ظل وجود بوني الذي صنع الفارق وإستغل الأخطاء الدفاعية في دفاع المنتخب الوطني الذي كان قادرا على العودة في النتيجة خلال المرحلة الثانية لولا صلابة الدفاع الإيفواري ونقص التركيز في بعض الأحيان، لكن المنتخب الوطني حسب مغارية لعب دورة مشرفة وبرهن أنه من أحسن المنتخبات الإفريقية وعلى اللاعبين ألا يندموا على ما قدموه، وهذا المنتخب سيكون له شأن كبير مستقبلا، خاصة أن الكثير من اللاعبين يشاركون لأول مرة في نهائيات كأس أمم إفريقيا. عمروش: "الأخطاء الدفاعية سبب الإقصاء والأداء كان جيدا" يرى المدافع الدولي السابق رزقي عمروش أن المنتخب الوطني كان قريبا من التأهل، لولا أن سوداني أخفق في تسجيل هدف السبق بعد الفرصة التي ضيعها، لكن سوداني لا يلام على هذه الفرصة لأنه لم يكن ينتظر وصول الكرة إليه. أما عن الأخطاء الدفاعية التي تسبب فيها دفاع المنتخب، قال عمروش إنها كانت سببا في الإقصاء بما أن المنتخب الإيفواري درس جيدا طريقة لعب الدفاع وركز على الأخطاء ما جعله يصنع الفارق، خاصة في ظل وجود مهاجمين مميزين في صورة بوني وجيرفينيو، وأشار إلى أن الأداء كان جيدا ولولا تلك الأخطاء لكان بمقدور المنتخب الوطني التأهل، وشدد عمروش على أن إصابة سليماني أيضا أخلطت الأوراق بما أن المنتخب كان يلعب دون قلب هجوم صريح إلى غاية التغييرين اللذين أجراهما المدرب، معربا عن أمله في أن يتمكن المنتخب من التعويض في الدورة المقبلة وقال إنه يأمل أن تحتضنها الجزائر حتى تتمكن من الفوز بالكأس الثانية في تاريخها. كافالي: "على الجزائر ألا تخجل من هذا الإقصاء لأن المنافس قوي" قال مدرب مولودية وهران جون ميشال كافالي الذي سبق له تدريب الخضر، إن المنتخب الوطني قدم مباراة جيدة أمام عملاق من عمالقة الكرة الإفريقية وعليه ألا يخجل من هذا الإقصاء، لأن المنافس إسمه كوت ديفوار ويملك أيضا لاعبين مميزين وهو من أكبر المرشحين للتواجد في المباراة النهائية، وشدد كافالي على أن المنتخب الوطني لم يكن محظوظا تماما في هذه الدورة بما أنه لعب 4 مباريات من المستوى العالي، عكس بعض المنتخبات التي تواجدت في نصف النهائي بعدما واجهت منتخبات ضعيفة، وأشار إلى أن أشبال المدرب غوركوف قدموا ما لديهم طوال التسعين دقيقة أمام كوت ديفوار، لكنهم لم يجسدوا الفرص التي أتيحت لهم، مؤكدا أن هذه التجربة ستكون مفيدة للغاية مستقبلا وتكهن بإمكانية تتويج المنتخب الوطني بلقب النسخة القادمة مهما كان البلد الذي سيحتضن الدورة، لأنه أبان عن إمكانات كبيرة منذ الدور الأول. مهداوي: "بوني هو الذي فاز على الجزائر ونشكر اللاعبين على ما قدموه" قال عبد الرحمان مهداوي ل"البلاد" إن المنتخب الإيفواري لم يكن قويا أول أمس من الناحية الجماعية واستسلم لقوة المنتخب الجزائري من حيث الأداء، لأن رفقاء غلام سيطروا بالطول والعرض على مجريات اللقاء، إلا أن الفرديات صنعت الفارق من جانب المنافس، مؤكدا أن المنتخب الوطني كان قادرا على الوصول إلى شباك المنتخب الإيفواري قبل أن يسجل بوني الهدف الأول وهو الذي فاز على الجزائر، حيث أظهر فعالية كبيرة أمام المرمى، وختم حديثه بالقول إنهم يشكرون اللاعبين على ما قدموه طوال هذه الدورة ويجب استخلاص الدروس من هذه المشاركة حتى يتمكن المنتخب من الظهور بوجه مشرف في قادم المباريات. كويسي: "الدفاع الذي شاهدناه أمام السنغال لم يكن حاضرا أمام كوت ديفوار" أعاب اللاعب الدولي السابق مصطفى كويسي على الأخطاء الدفاعية الكبيرة التي ارتكبها دفاع المنتخب الوطني أمام كوت ديفوار، مؤكدا أن الخط الخلفي قدم مباراة ممتازة أمام السنغال في وقت ارتكب بعض الأخطاء الفادحة أمام كوت ديفوار، خاصة في لقطة الهدف الثاني الذي غابت فيه المراقبة عن بوني وهو الهدف الذي غير مجرى المباراة وجعل المنتخب الإيفواري يلعب مرتاحا أكثر عكس الخضر الذين أضحوا يركضون وراء معادلة النتيجة، وأشار كويسي إلى أن دفاع المنتخب الإيفواري لعب بصرامة كبيرة عكس دفاع المنتخب الذي ترك المساحات للاعبين مؤثرين مثل بوني وجيرفينيو، معربا عن أسفه لعدم قدرة أشبال المدرب غوركوف على التأهل إلى نصف النهائي، خاصة في ظل الإمكانات التي وفرتها لهم الفاف، وختم حديثه بالقول إن المنتخب الجزائري لو تأهل إلى نصف النهائي سيتوج بالكأس لا محالة، لكن الآن يبقى المنتخبان الإيفواري والغاني أكبر المرشحين للظفر بالتاج الإفريقي. مواسة: "الدفاع لم يكن مركزا في الهدفين والخضر كانوا يستحقون أفضل" قال مدرب إتحاد البليدة كمال مواسة إن الهزيمة التي مني بها المنتخب الوطني أمام نظيره الإيفواري تعكس مجريات اللعب تماما بما أن أشبال الناخب غوركوف سيطروا بالطول والعرض على المنافس الذي كان مرتبكا في أغلب فترات اللعب، لولا أن دفاع المنتخب الوطني لم يكن مركزا، خاصة في الهدفين الأول والثاني بما أن الهدف الثالث كان تحصيل حاصل وجاء في الدقيقة الأخيرة، وأشار مواسة إلى العناصر الوطنية بدأت اللقاء بشكل جيد وتحكمت في الكرة إلا أن الهدف الأول الذي سجله بوني أخلط الأوراق وجعل اللاعبين يركضون وراء النتيجة لكن بعد أن عادلوا النتيجة كان عليهم أن يركزوا أكثر حتى لا يتلقوا الهدف الثاني، وأشار إلى أن المنتخب الإيفواري يستحق التأهل بما أنه كان فعالا ويملك لاعبين مميزين يصنعون الفارق، خاصة في الكرات الثابتة لكن المنتخب الوطني كان يستحق أفضل وعلى الشعب الجزائري ألا يخجل من هذه المشاركة المشرفة.