يناشد عشرات السكان قاطنو البنايات الفوضوية في شارع عبد الرحمن بحي راس العين السلطات الولائية وضع نهاية لمعاناتهم التي استمرت لسنوات في ظروف تفتقر لأدنى ضروريات الحياة الكريمة. وصرح بعض سكان تلك البنايات بأن الظروف القاهرة هي التي دفعتهم للجوء إلى تلك المساكن بعدما لم يجدوا أسقفا يحتمون تحتها من حر الصيف وقر الشتاء، وبعدما أثقل إيجار السكنات كواهلهم. ونفى هؤلاء التهم والمبررات التي قالوا إن السلطات تتذرع بها لحرمانهم من سكنات لائقة وأن منهم مستفيدين يقومون بإنشاء بنايات فوضوية حتى يستفيدوا من سكنات أخرى بغير وجه حق، حيث صرح أحد هؤلاء بأنه فعلا هناك انتهازيون لكن هناك أيضا من يعانون حقا ويبحثون عن سكن يضمن لهم حياة كريمة، مضيفا أنه لا يمكن تعميم الحكم على جميع قاطني البنايات الفوضوية مطالبا بالتحقيق في قوائم المستفيدين من السكنات من خلال البطاقية الوطنية للسكن وهو ما قالوا إنه سيسمح بمعرفة الانتهازيين ومصادري حقوق الغير. وسرد سكان الحي المعاناة الكبيرة التي يتخبطون فيها، بدءا من مشكل انعدام المياه حيث يترصدون صهاريج المياه التي نادرا ما تتنقل إليهم، وكذا انعدام شبكة للصرف الصحي، مما اضطر السكان لشق مجاري تحت الأرض بأنفسهم من أجل تصريف المياه القذرة، وهو ما حول المكان إلى شبه مستنقع تنبعث منه الروائح الكريهة ومهددا صحة هؤلاء السكان بمختلف الأمراض الخطيرة، خاصة في ظل انتشار الحشرات والقوارض التي قال السكان إنها تقاسمهم حياتهم. وشبكة الكهرباء منعدمة هي الأخرى، حيث يستنير هؤلاء من خلال قرصنة الأعمدة الكهربائية، وهو ما قالوا إنه كاد يتسبب في أكثر من مأساة بسبب الضغط الكهربائي العالي، إضافة إلى عزلة الحي وغياب تام لأي مرفق من شأنه أن يعطي الانطباع بأن أناسا يقطنونه. وأورد هؤلاء المهمشون أمثلة عن أكثر من عائلتين تقطن منزلا واحدا، واستفسروا عن مصير الملفات التي أودعوها منذ عدة سنوات على مستوى دائرة وهران للاستفادة من سكنات اجتماعية، ورغم عمليات الترحيل لسكان من أحياء مختلفة لم تلتفت السلطات إلى معاناة هؤلاء.