واصلت أسعار النفط الخام تسجيل نتائج إيجابية في تداولات يوم أمس مجددا حيث سجل خام "برنت" أكبر مكسب له في أسبوعين منذ 1998 ببسبب انخفاض عدد من منصات الحفر العاملة في الولاياتالمتحدة وتصاعد أعمال العنف في ليبيا مما ساعد في وقف موجة هبوط الأسعار التي بدأت في جوان 2014. وقفزت أسعار النفط الخام ب20٪ خلال الجلسات الست الماضية لكنها لا تزال أقل بنحو 50٪ عن ذروتها في منتصف العام 2014 بسبب المخاوف من تخمة المعروض. وارتفعت عقود "برنت" بنسبة 9٪ خلال الأسبوع مسجلة أكبر مكسب أسبوعي منذ العام 2011 وزادت 19٪ خلال أسبوعين مسجلة أكبر مكسب خلال مثل هذه الفترة منذ العام 1998. وزاد الخام الأمريكي 1.21 دولار أو 2.4٪ عند التسوية إلى 51.69 دولارا للبرميل. وصعد "برنت "1.23 دولار للبرميل أو 2.2٪ في مداولات يوم أمس إلى 58.13 دولارا للبرميل. وفي هذا الصدد أكد خبراء في شؤون النفط أن ارتفاع الأسعار قد يوحي بقناعة بأن سوق النفط يسير نحو الاستقرار، وتوقع الخبراء التعافي التدريجي لفترة بسيطة حتى تتماسك الأسعار نحو الستين دولارا. ويبدو أن هبوط قيمة الدولار من أعلى مستوى، إضافة إلى إعلان خفض الإنفاق الرأسمالي لبعض الشركات النفطية، قد دعم استقرار الأسعار. وقد نقلت صحيفة الحياة اللندنية عن الرئيس التنفيذي لشركة توتال الفرنسية باتريك بوياني قوله إن أسعار النفط ستظل على الأرجح منخفضة نسبيا حتى الصيف المقبل وهو ما يدفع الشركة لافتراض سعر متوسط لبرميل النفط عند 60 دولارا هذا العام. وقال بوياني "إنني أراها منخفضة نسبيا حتى الصيف" ليضيف "ولأننا حذرون نعتمد سعر 60 دولارا للبرميل لهذه السنة". وعن تأقلم الشركات النفطية مع الوضع الحالي قال "إن التكيف حصل في مشاريع الغاز الصخري في الولاياتالمتحدة... بإمكاننا التوقف لمدة سنة إذا أردنا وإعادة الحفر لاحقا. لكن الأمر غير مجد مع الأسعار الحالية للنفط والغاز." وعن خسائر طوطال من هبوط أسعار النفط قال بوياني "نخسر ملياري دولار لكل تراجع قيمته 10 دولارات". وكان مندوبون في أوبك قد صرحوا لرويترز هذا الأسبوع بأن أسعار النفط ربما تظل منخفضة حتى الصيف بسبب ضعف الطلب الموسمي رغم أن إستراتيجية السعودية الرامية للحد من نمو إنتاج المنافسين ربما تكون قد بدأت تؤتي ثمارها.