أقدمت وزارة التربية والتعليم المصرية لأول مرة في تاريخ مناهجها التعليمية على التغيير في بعض مناهجها التربوية معتبرة الفتح العثماني لمصر ''غزوا عثمانيا'' ونوعا من الاستعمار الخارجي. المتتبعون للشأن الداخلي المصري وخبراء في التاريخ اعتبروا الإجراء الأول من نوعه رداً سياسياً على الدور التركي المتصاعد في الوقت الحاضر عربياً وإسلامياً. قرار وزارة الرتبية في القاهرة جاء مع انطلاق العام الدراسي الجديد بمصر وسط ترقب وجدل، بعد الإعلان عن حذف جزء كبير من المناهج في جميع المراحل، فيما قررت بعض الإدارات التعليمية إحكام سيطرتها على الطلاب بوضع أسلاك شائكة حول المدارس وتعلية الأسوار لمنع تسرب التلاميذ من المدارس. وشوهدت هذه الأسلاك في بعض مدارس الإدارة التعليمية بمنطقة شبرا وروض الفرج وسط القاهرة. كما اعتبر خبراء تربويون في مصر أن تغيير اسم ''الفتح العثماني لمصر'' إلى ''الغزو العثماني'' يعد رداً سياسياً مصرياً على الدور التركي في العالم الإسلامي والمنطقة العربية، ومحاولة ''لدحض هذا الدور والتقليل منه خاصة في ظل الحديث عن ارتباط هذا الدور بالخلافة العثمانية التي يعتبرها بعض المؤرخين آخر دول الخلافة الإسلامية''. وذكر الكتاب المدرسي الجديد في مادة الدراسات الاجتماعية ''أن السبب في وقوع الغزو هو رغبة السلطان العثماني سليم الأول في توسيع ممتلكاته في الشرق عن طريق الاستيلاء على مصر التي تمثل قلب العالم الإسلامي''. وردا على هذا الإجراء المفاجئ يعتزم بعض نواب البرلمان المصري، تقديم سؤال كتابي وشفهي لوزير التعليم العالي بمصر حول الأسباب الحقيقية لهذا التغيير. بعض النواب اعتبروا القرار غير دستوري وغير قانوني وأي تغيير في المناهج لا بد أن تمر عبر البرلمان والمصادقة عليها وإلا اعتبرت لاغية من الوجهة القانونية.