قررت وزارة التربية الوطنية ومنظمة المجاهدين إنشاء لجنة مشتركة استشارية تتكفل بتوفير المادة التاريخية الحقيقية "لقطاع التربية في مجال اعداد المناهج والبرامج المرتبطة بمادة التاريخ"·ويأتي هذا المسعى من منطلق توفير المادة التاريخية من مصادرها الحقيقية ضمانا للمصداقية في تلقين التلاميذ التاريخ الوطني بكل حيثياته وابعاده وذلك خلال اللقاء الذي جمع وزير التربية الوطنية السيد بوبكر بن بوزيد والأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السيد السعيد عبادو· ويهدف اللقاء الى" تعزيز التعاون والتنسيق بين القطاعين فيما يتعلق بتدريس التاريخ الوطني وتلقين قيم مبادئ أول نوفمبر للأجيال قصد تمكين الجيل الصاعد من معرفة التاريخ الوطني وبالتالي إبعاده عن الانحرافات والآفات الاجتماعية وتجنيده ميدانيا من أجل ربح معركة البناء والتشييد التي لاتقل أهمية عن معركة التحرير"· وتتمثل مهام هذه اللجنة في تنسيق الأعمال الخاصة بتزويد المادة التاريخية الصحيحة لفائدة اللجنة الوطنية للمناهج والبرامج قصد إعداد كتب ومناهج في مادة التاريخ عكس حقيقة ما جرى خاصة إبان الثورة انطلاقا من مصادرها الأولية والمتمثلة في المجاهدين· وتعمل اللجنة على فتح ورشات داخل المؤسسات التعليمية للنقاش والحوار بين التلاميذ والمجاهدين حول تاريخ الثورة وبعض المعلومات الخاطئة التي مازالت تشوبها· وفي هذا الاطار نوه الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السيد السعيد عبادو ب "الدور الكبير" الذي تلعبه وزارة التربية الوطنية في تربية وتكوين الأجيال على أسس وطنية· وبما أن التأكيد على أهمية تدريس مادة التاريخ الوطني في المنظومة التربوية نابع من توجيهات رئيس الجمهورية الرامية الى الاهتمام بهذا التاريخ وتدريسه للأجيال الصاعدة في كل الأطوار التعليمية أبدى السيد عبادو استعداد قطاعه لتقديم كل المساعدات الضرورية لتوفير المعلومات التاريخية الصحيحة ومعالجة المشاكل والأخطاء العالقة في هذا الشأن· وذكر الأمين العام انه من الضروري تمكين ابنائها من معرفة التاريخ الحقيقي للجزائر ومن التربية الوطنية حتى يتمكنوا من مواجهة تحديات العولمة التي لاترحم·وأكد أن جيل نوفمبر "يثق أيما ثقة في هذه الأجيال ودورها في معركة البناء والتشييد"، مبرزا أنه ينظر ب" اعتبار كبير" للتربية ورجالاتها وبأنه يؤمن بأهمية التواصل بين الأجيال· وشدد المسؤول على ضرورة مطابقة ما يتلقاه التلميذ لما حدث حقيقية إبان الثورة التحريرية وهو ما تستطيع المنظمة تقديمه لقطاع التربية على أن يتكفل هذا الأخير بإعداد الطريقة البيداغوجية التي يقدم بها المادة التاريخية· ومن جهته استعرض وزير التربية الوطنية السيد أبوبكر بن بوزيد أمام اعضاء الأمانة الوطنية للمنظمة انجازات المدرسة الجزائرية والاصلاحات المطبقة على منظومة التربية والتعليم قبل أن يتحدث عن أهمية تمجيد التاريخ الوطني والثورة التحريرية وقال الوزير"إن التاريخ الذي نريد تلقينه لأبنائنا هو التاريخ الذي نتلقاه من المجاهدين الذين عايشوا الثورة" مؤكدا في السياق أن ما تقوم به الوزارة في مجال تدريس التاريخ لايزال غير كاف" بالنظر الى أهمية مثل هذا المسعى في الحفاظ على الهوية الوطنية وتجنيب ابنائنا أخطار التمزق والانحراف· وأشار في هذا الشأن الى أن الاصلاحات الجارية على قطاع التربية قد ركزت على أهمية مادة التاريخ في المنظومة التربوية وأن مسألة مضاعفة ساعات تدريس اللغة العربية والتاريخ والتربية الإسلامية قد تقرر في مجلس وزاري خاص· وأضاف السيد بن بوزيد ان هذه المواد الثلاث لم يمسها قرار تخفيض الحجم الساعي الذي تضاعف إلى 4 ساعات زيادة على المعامل بالنسبة لمادة التاريخ التي أصبحت مهيكلة في كل المواد التعليمية الخاصة بالأطوار الثلاثة· (واج)