شرعت أحزاب الموالاة بالتنسيق مع الاتحاد العام للعمال الجزائريين، في دراسة كيفية الرد السياسي على دعوات تنسيقية الحريات التي دعت المواطنين إلى تنظيم وقفات احتجاجية سلمية يوم 24 من هذا الشهر عبر جميع ولايات الوطن تضامنا منها حسب تصريحات زعماء التنسيقية مع سكان الجنوب الرافضين لاستغلال الغاز الصخري من طرف الدولة، وذلك حسب ما جاء على لسان رئيس حمس عبد الرزاق مقري حتى لا يشعر أهل الجنوب بأنهم وحدهم في هذه المعركة. وحسب مصدر عليم تحدث مع "البلاد"، فإن حزب جبهة التحرير الوطني وبالتنسيق مع "الإيجيتيا" قرر عقد تجمع ضخم بولاية سكيكدة يوم 24 فيفري ينشطه الأمين العام للحزب عمار سعداني وستحضره العديد من الشخصيات السياسية الداعمة للرئيس بوتفليقة وسياساته، كما سينظم الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي سعيد في ذات اليوم، تجمعا ضخما بمدينة أرزيو بوهران بحضور شخصيات سياسية وحزبية من الأوزان الثقيلة. كما يرتقب أن ينظم عبد القادر بن صالح الأمين العام لحزب الأرندي وعمار غول عن حزب تاج وعمارة بن يونس عن "الأمبيا" تجمعات شعبية في ذات التاريخ بولايات مختلفة من الوطن لم تحدد بعد. ويبدو أن السلطة قد قررت اللجوء إلى الحشد والتعبئة عن طريق أحزابها وجمعياتها ونقابتها للرد بطريقتها الخاصة على دعوة أعضاء التنسيقية إلى تنظيم وقفات احتجاجية سلمية بمختلف ولايات الوطن. ولم يستبعد مصدر عليم تحدث مع "البلاد"، أن يبعث الرئيس عبد العزيز بوتفليقة برسالة إلى الشعب الجزائري بمناسبة الذكرى 44 لتأميم المحروقات تكون على شكل خطاب للأمة يحمل العديد من النقاط الهامة أهمها مسألة الغاز الصخري. وستكون الفرصة مواتية لسعداني لقصف المعارضة التي قررت نقل معركتها مع السلطة من القاعات والمقرات والخيمات إلى الشارع مما يعني تطور لافت من أعضاء التنسيقية منذ تأسيسها، الأمر الذي يؤشر على بداية نزال بين أعضاء التنسيقية والسلطة خارج الحلبة السياسية التي كانت مخصصة. هاته الأخيرة كانت تعول على عدم نقل المعارك السياسية من القاعات والمقرات والخيمات إلى الشارع لتتفاجأ بالعكس، مما جعلها تعد العدة السياسية للرد على أحزاب وشخصيات المعارضة مستغلة نفس المناسبة والتوقيت المصادف لتاريخ تأميم المحروقات الذي مر عليه 44 سنة. وتعول السلطة على عدم استجابة المواطنين لدعوات أعضاء التنسيقية بالخروج في وقفات احتجاجية حتى تسجل هدفا سياسيا في مرمى التنسيقية والبرهنة على أن انشغالات المواطنين في واد والمعارضة في واد آخر. في المقابل، يسعى أعضاء التنسيقية إلى تسجيل حشد كبير في اليوم "الموعود" حتى تستعرض عضلاتها أمام السلطة، كما سيكون ذات التاريخ مناسبة حقيقية لمعرفة مدى قدرة التنسيقية على الحشد بالشارع ومدى استجابة المواطنين لمثل هكذا دعوات التي تعتبر بارومتر حقيقي لقياس توجهاته.