ما أشيع ضد "القسام" كاذب ولا يوجد فصيل فلسطيني يخطط لاستهداف مصر قال المحلل السياسي الفلسطيني، إياد عبد الكريم العبادلة إن ما يحدث من أزمة بين مصر وقطاع غزة أكبر من ويتجاوز الضجة الإعلامية التي يحاول البعض إثارتها من خلال أصوات إعلامية مصرية، الداعية إلى ضرب القطاع كخطوة موالية في مسار محاربة بلادهم للإرهاب. وأشار المتحدث في حوار له مع "البلاد"، إلى أن هنالك مخطط صهيوني واضح الملامح لتوريط "حماس" في حرب مع مصر، رغم أن حركة المقاومة نفت في أكثر من مناسبة علاقتها بأي جماعة مسلحة تنشط ضد مصر في أي جغرافية كانت. ماهو ردك على الحملة التي تشنها بعض الأصوات في مصر الداعية لضرب مناطق في قطاع غزة على اعتبار أنها "بؤر إرهابية" على حد تعبيرهم؟ قطاع غزة تربطه بمصر علاقة تاريخية وعلاقة جوار منذ الأزل تكللت بالمصاهرة بين الشعبين الشقيقين، ولن يفكر أي أحد من أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة التجرؤ على مصر قيادة وجيشا وشعبا وما صدر مؤخرا عن بعض الأصوات الإعلامية المصرية التي لا علم لها بالواقع وتستند على معلومات من جهات غير موثوقة بدأت ببث الإشاعات المكذوبة عبر وسائل الإعلام المتنوعة واستغلتها بعض الجهات المشبوهة لتروج لها عبر وسائل الإعلام الاجتماعي الأوسع انتشارا من أجل تأجيج الوضع بين غزة ومصر، وتنفيذ مخططات تسعى بعض الدول لتمريرها كمشروع دولة غزة التي روجت لها الولاياتالمتحدةالأمريكية سابقا. إذن، بما يمكن وصف ما دعا إليه المدعو أنور عكاشة مؤخرا لضرب قطاع غزة، معتبرا إسرائيل بلدا صديقا لمصر وأن العدو الحقيقي لبلاده هو غزة و"حماس" تحديدا؟ كما ذكرت سابقا، هناك جهات خفية تزود بعض الإعلاميين المصريين بمعلومات خاطئة من أجل تأجيج الوضع بين الشعبين الشقيقين بمصر وغزة.. والقطاع جزء من مكونات الأمن المصري والعمق الإستراتيجي لمصر أمام عدوها الحقيقي والتي هو عدو الأمة العربية "إسرائيل" التي تحاول سلب جزء من الأراضي العربية لتكوين دولتها المزعومة من النيل إلى الفرات.. حماس في قطاع غزة أعلنت مرارا وتكرار أن ليس لها أي علاقة بما يحدث في مصر وجاهزة للتعامل والتعاون في أي تحقيقات يجريها الأمن المصري الأمر الذي يجنبها أي شبهات.. إذن لماذا يطالب بعض الكتاب والإعلاميين المصريين بضرب مواقع في غزة؟ وهل تجاهلوا الخطر الحقيقي وتماسكوا في عدو وهمي لترك العدو الحقيقي يسعى لتنفيذ مخططاته بأمان.. أعيد وأكرر أن المخطط أكبر من مصر ومن الإعلام المصري وأصح الإعلاميين المصريين بالتروي والتفكير قبل توجيه التهم لغير مكانها وتوجيه البوصلة تجاه العدو الحقيقي والمتربصين بمصر. كيف يمكن تقييم تعامل الجيش المصري مع تنظيم "داعش" الإرهابي في ليبيا بعد قصف مجموعة من المواقع؟ أولا يجب أن أتحدث عن التعامل مع الوضع الأمني بسيناء، الطبيعة الجغرافية لسيناء ليست سهلة أبدا، حيث تشتمل على العديد من الجبال عالية المرتفعات والكهوف وينتشر فيها عدد كبير من المسلحين من عدة بلدان مختلفة، وبعد سقوط النظام الليبي تم بيع جميع الأسلحة ونقلها إلى سيناء عبر التنظيمات والتشكيلات المسلحة التي تتخذ من سيناء مقرات ومواقع تدريب لها.. الأمر الذي يصعب من أداء مهمات الجيش المصري بالشكل السهل نتيجة لتنوع الأسلحة وتطورها مقارنة بالوضع الجغرافي والارتفاعات الشاهقة للجبال والمرتفعات والتي من الممكن أن يستخدمها المسلحون لمواقع عسكرية لمواجهة الطيران. وبالعودة لسؤالك حول تعامل الجيش المصري مع ذبح الرهائن المصرية على يد التنظيم الإرهابي "داعش"، فالجيش المصري تعامل مع مواقع التنظيم في ليبيا برد فعل سريع، وبحسب المصادر الإعلامية والمعلومات التي وردت من هناك أن الجيش المصري أحدث دمارا كبيرا في مواقع المتطرفين بليبيا، وهنا أشير إلى نجاح الجيش المصري في عمليته لعدة أسباب أهمها أن الجيش المصري يتعامل مع ليبيا منذ سقوط النظام الليبي وقبل لأنها تشكل خطر على مصر.. لذلك كانت مصر حريصة على جمع المعلومات باستمرار حول ليبيا، عن طبيعة التشكيلات السياسية على الأراضي الليبية والتشكيلات المسلحة بكافة أطيافها بما فيها داعش وغيرها من المجموعات المسلحة الأمر الذي سهل للجيش المصري القيام بمهماته وفي أسرع وقت التقييم بحسب المعلومات الواردة أن الجيش نجح في تدمير بعض مواقع التنظيم ونجح في كسر شوكته بليبيا. ماهي الخطوة الموالية ل"حماس" بعدما اتهمت بإرسال جنود من كتائب القسام وغيرها من الفصائل لجنوب سيناء لتنفيذ عمليات ضد مصر؟ هذه كلها اتهامات إعلامية فقط وبحسب آخر التصريحات الرسمية لحركة حماس أكدت أنها لم تتلق أي اتهام رسمي من القيادة المصرية بأن عناصر من القسام شاركت في تنفيذ الإعلامي احمد موسى وبعض مواقع التواصل الاجتماعي التي تناقل فيها الإعلاميين التغريدات على حساباتهم الشخصية بكل الأحوال حماس ولا فصيلها المسلح القسام ولا أي فصيل فلسطيني يجرؤ على المشاركة بأي عمل ضد الجيش المصري لعدة اعتبارات أهمها عمليات بسيناء، والاتهامات التي وجهت لها فقط عبر وسائل الإعلام المتنوعة من خلال علاقة الجوار والدين والعمق الإستراتيجي الأمني بين البلدين، والأهم من ذلك أن مصر بوابة فلسطين وخصوصا قطاع غزة وتحديدا أبناء وعناصر حركة حماس في غزة إلى العالم.