بطاطاش: أحزاب كانت في السلطة وتدّعي المعارضة وراء رفض مبادرتنا خفت مؤخرا صوت جبهة القوى الاشتراكية، بخصوص مبادرتها المتمثلة في إعادة بناء الإجماع الوطني، خاصة بعد إصرار أحزاب المعارضة على رفض المبادرة، وطرح أحزاب الموالاة لشروط بعضها "تعجيزية". فيما فضل الأفافاس خلال هذه الفترة شرح مبادرته خارج حدود الجزائر، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات. وتفضل قيادات جبهة القوى الاشتراكية، منذ تاريخ الإعلان عن تأجيل موعد ندوة الإجماع الوطني، الذي كان مقررا يوم 24 فيفري الماضي، انتهاج سياسة الصمت والغياب عن الساحة الإعلامية، فكل المحاولات لاستقاء الجديد حول المبادرة والهيئة المنتظر تنصيبها كما سبق وأن أعلن عنه السكرتير الأول، محمد نبو، باءت بالفشل، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات، في حين أوفد الأفافاس السكرتير الأول السابق، أحمد بطاطاش، للمشاركة في فعاليات المنتدى المغاربي السادس بالدار البيضاء المغربية. وشرح بطاطاش في كلمته أثناء المنتدى المغاربي السادس، الذي كان تحت عنوان "الاختيار المغاربي رهان نحو المستقبل"، تصور جبهة القوى الاشتراكية لكيفية "إعادة بناء الإجماع الوطني" في الجزائر، الأسباب والآليات، مشيرا إلى أن الحزب يريد "إعادة بناء" لأن "نداء أول نوفمبر ومؤتمر الصومام بنو توافقا وطنيا"، معتبرا أن هذا التوافق "كسر" مع أزمة صائفة 1962، وقال بطاطاش إن ما تعيشه الجزائر في الوقت الحالي من رهانات عالمية وإقليمية تؤكد "الحاجة الماسة للتوافق"، في ظل كما قال الثورات العربية التي أدرجها ضمن "الامبريالية العالمية التي تغير صورتها ولا تغير طبيعتها". وحذر موفد جبهة القوى الاشتراكية للدار البيضاء المغربية، من "انزلاق الجزائر في مأزق" الربيع العربي، معتبرا إياها "جزء من الوطن العربي"، وهي تعيش حسبه ظروفا مشابهة للعديد من هذه الأقطار "ويمكنها الانزلاق في هذا المأزق"، مؤكدا أن "بناء إجماع وطني من شأنه تشكيل صمام أمام"، خاصة وأن الجزائر تعيش في "مناخ سياسي مقلق وفراغ رهيب"، من شأنه يحذر بطاطاش أن يؤدي إلى "انفجار سياسي واجتماعي". فيما رسم المتحدث الخارطة السياسية للجزائر، التي تؤكد فيها السلطة أن "كل شيء عادي وطبيعي"، ومعارضة "تطعن في شرعية المؤسسات"، وفساد "ينخر الجزائر بشكل غير مسبوق". وأضاف "الشعب مستقيل من السياسة... وشارع يعيش غليانا اجتماعيا". وفي ظل هذا التوصيف، رافع بطاطاش، حول مبادرة الأفافاس من المملكة المغربية، واعتبر أن التجربة أثبتت أن المبادرة من جانب واحد، سواء من المعارضة أو السلطة لفرض إجراءات انتقال سياسي دون مشاورات مع كافة الفعالين "من شأنه تشجع منطق التصادم، ويعزز الركود القائم". موضحا أن مبادرته يكون فيها الجميع أطرفا وتسعى لالتفاف الجميع على طاولة واحدة. يصل فيها الجميع لحد أدنى للاتفاق ضمن مسعى التوافق. وفيما يتعلق برد فعل الطبقة السياسية بخصوص المبادرة، قال بطاطاش إنها تراوحت بين التحفظ والرفض الذي جاء من طرف "أحزاب المعارضة التي كانت في السلطة في حكومات سابقة". أما أحزاب الموالاة "قبلت المبادرة لكن بشروط كان بعضها تعجيزي".