كشفت صحيفة الغاردين البريطانية أن المدعو أبو قتادة الفلسطيني الأصل وصاحب الجنسية الأردنية المحتجز منذ فبراير 2009 في السجون البريطانية قبل صدور قرار ترحيله، كان عميلا للاستخبارات الملكية ''الآم أي فايف''، التي أسندت للإرهابي الفلسطيني الأصل مهمة تجنيد الجزائريين في بريطانيا من جهة وتحريضهم على الإرهاب فضلا عن الحيلولة دون قيامهم بأي عمل إرهابي على الأراضي البريطانية. وذكرت اليومية البريطانية أنها اطلعت على وثائق سرية رفعت عنها المؤسسة الاستخباراتية الأولى في المملكة المتحدة السرية عنها مؤخرا. وحسب الغاردين فإن الخدمات التي قدمها منظر أفكار ''الجيا'' المعروفة بالجماعة الإرهابية المسلحة في الجزائر، وبعدها تنظيم ما يسمى ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي''، كانت باقتراح من الفلسطيني أبو قتادة مقابل حصوله على اللجوء السياسي إضافة إلى حصانة أمنية على نشاطه التحريضي المثير للجدل حتى بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ما يعني أن نشاط هذا الشخص كان أكثر تطرفا وحدة عندما كانت الجزائر في تسعينيات القرن الماضي تكتوي بنيران الإرهاب أمام مرأى ومسمع العالم دون أن يحرك ساكنا. وقد أسندت حسب الصحيفة ذاتها، للعميل الفلسطيني الذي قتلت ''القاعدة'' من أجل إطلاق سراحه الرهينة البريطاني ''ادوين ديير'' بعدما رفضت الحكومة البريطانية الرضوخ لشروط الإرهابي أبو زيد المكلف بملف الساحل لدى تجنيد الجزائريين انطلاقا من مسجد ''فانش بوري بارك'' مكان تجمع الجزائريين عندما كان يعتلي منبر هذا المسجد متخذا من محدودي الثقافة منهم مطية للتحكم في شبكات الإرهاب الجزائرية المتواجدة على الأراضي البريطانية فضلا عن تسييره لمختلف النشريات الإرهابية التي كانت تبث سمومها التحريضية على الجزائر وتصنع على القنوات الأجنبية مادة دسمة بامتياز. كما كشفت الوثائق السرية ذاتها أن أبو قتادة كان يرعى تدريب الجزائريين وإرسالهم إلى مراكز تدريبات القاعدة في باكستان وأفغانستان. وفيما كشفت ''الغارديان'' أن العميل أبو قتادة قد التقى بضباط ''الآم أي فايف'' ثلاث مرات، في الوقت الذي كان ينظر فيه عبر نشرية ''السبيل'' لمشروعية ما سماه ''الجهاد'' في الجزائر عبر فتاوى دموية تكفر الشعب الجزائري وتجيز قتله، فضلا عن تأييده للمجازر والتفجيرات التي استهدفت الأماكن العمومية، غير أن أشهر الفتاوى الجنونية على الإطلاق كانت تلك التي أطلقها عام 1996 باتجاه جماعة ''الجيا'' تحت عنوان ''جواز قتل الذراري والنسوان''، وهي تنص حرفيا على ''جواز رمي المرتدين والكفار بآلات فيها مواد متفجرة تقتلهم هم وأبناءهم ونساءهم وذلك إذا تترسوا في الحرب بالنساء والصبيان ومن لا يجوز قتله بالإضافة إلى حرق السفن وإغراقها بمن فيها من المقاتلين الكفار ونسائهم وصبيانهم'' وكذا ''جواز القصد إلى قتل النساء والذرية عمدا دفعا لهتك أعراض المسلمات أو قتل المسلمين'' وهي جملة الفتاوى التي لاتزال المواقع الإرهابية تروج لها وتتخذ منها مادة دسمة لإضفاء الصبغة الدينية على جرائمهم الإرهابية على غرار ما يفعل اليوم قادة ما يسمى ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' الذي لايزال يعتبر عميل المخابرات البريطانية أبو قتادة أحد منظريه المفضلين.