أعادت الشرطة البريطانية اعتقال أبو قتادة المعروف باسم الساعد الأيمن وسفير بن لادن في أوروبا بسبب اختراقه شروط الكفالة، وأمرت المحكمة أول أمس الثلاثاء حكما باحتجازه حسب قوانين الهجرة، لمخالفته قواعد حريته المشروطة. وقرر قضاة لجنة خاصة مكلفة النظر في شروط الحرية المراقبة التي يخضع لها داعية الإرهاب، إعادته إلى السجن بسبب معلومات لدى وزارة الداخلية تشير إلى مؤامرة تهدف إلى مساعدته على مغادرة البلاد. وتم تقديم معلومات أخرى بناء على معطيات أجهزة المخابرات الداخلية (إم 15) للقضاة في جلسة مغلقة ولم يتم نشرها. وقال القاضي جون ميتينغ ''لأسباب أشير إليها في الحكم تلغي اللجنة الحرية المشروطة وتأمر بسجن عثمان'' في إشارة إلى الاسم الحقيقي لأبي قتادة وهو عمر محمود محمد عثمان. ولم يكن أبو قتادة (47 عاما) ولا محاميه في المحكمة لسماع الحكم، وأعربت وزيرة الداخلية البريطانية جاكي سميث عن ارتياحها إثر صدور الحكم وقالت ''أنا مرتاحة لأن المحكمة قررت إلغاء الحرية المشروطة الممنوحة لأبي قتادة''. وأضافت: ''إنه يمثل تهديدا مهما لأمن البلاد وأنا مرتاحة لحبسه مجدداً في انتظار ترحيله الذي أجهد في الحصول عليه''.وأطلقت السلطات البريطانية في 17 جوان الماضي سراح الأردني الجنسية، الفلسطيني الأصل (47 عاما)، بعد أن أصدرت لجنة الاستئناف البريطانية الخاصة بشؤون الهجرة حكما بالإفراج المشروط عليه ومنع ترحيله إلى الأردن، حيث قال محاموه إنه سيتعرض للتعذيب، بالنظر إلى أن محكمة أمن الدولة الأردنية أصدرت ضده حكمين بالسجن مع الأشغال الشاقة 15 عاماً بتهمة المس بأمن الدولة. وكان القاضي الإسباني بالتاسار غارسون اعتبر أن أبا قتادة كان ''السفير الأوروبي لبن لادن أو ''الزعيم الروحي للجماعة السلفية'' في أوروبا. ووصفته بريطانيا بأنه ''إرهابي دولي مهم''. وقالت إنه عثر على 18 شريط فيديو لخطبه في شقة بألمانيا كان يستخدمها ثلاثة من الذين نفذوا هجمات الجماعات الإرهابية على الولاياتالمتحدة يوم 11 سبتمبر عام 2001 وكان أبو قتادة المدافع الشرس عن''الجماعة الإسلامية الإرهابية المسلحة'' في الجزائر قد أصدر فتاوى عديدة تشرع قتل زوجات وذرية الجزائريين وتبيح سفك دمائهم غداة أزمة العشرية السوداء التي عرفتها الجزائر مستندا في ذلك إلى دعم زعيم التنظيمات الإرهابية في العالم أسامة بن لادن، حيث يعتبر أبو قتادة من بين أخطر العناصر المتطرفة، منذ إعلانه ولاءه للجماعة المسلحة ''الجيا'' وأفتى لها بقتل الأطفال الجزائريين، كما أيد الجماعة السلفية في مجازرها التي كانت تنفذها.