''السفر'' هو أحد أهم انشغالات الإنسان منذ أقدم العصور والموضوع الذي تناوله معرض الصور الفنية الذي يحتضنه حاليا المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر بالجزائر العاصمة، وذلك في إطار المهرجان الوطني الأول للصور الفوتوغرافية الفنية الذي تتواصل فعالياته إلى غاية العاشر نوفمبر المقبل؛ حيث يضم هذا المعرض 200 صورة التقطتها عدسات 11 فنانا جزائريا من مختلف الاتجاهات الحديثة والذين يعتبرون من ألمع الأسماء المبدعة والشابة في مجال الفن التصويري ''الفوتوغرافي'' على غرار بلعباس نوري وجنيدي سيد علي ومزياني عمر وجمعة ندير وبغريش فيصل. إلى جانب المصورة الألمانية ''بكهوزر مريون''، حيث فاقت مشاركة كل واحد منهم العشرة أعمال؛ وهو ما يسمح للجمهور وخصوصا محبي الفن التصويري بالاقتراب أكثر من أعمالهم ومعرفة التقنيات المستعملة، وذلك، حسب الجولة التي قامت بها ''البلاد''، من خلال صور تنوعت مواضيعها بين المدن والطبيعة وأخرى جسدت الحياة الإنسانية بمختلف عاداتها وطقوسها. ومن بين الصور المعروضة تلك التي عرضها الفنان ''بغريش فيصل'' تحمل عنوان ''المحراب'' وهي مجموع خمس صور من مختلف مساجد ''مونتريال'' والتي قال إن السر فيها يكمن في الشحنة الروحية لهذه الأماكن البسيطة المختلفة كثيرا، حسبه، عن بنايات الإسلام الكبرى المزينة بالذهب والزخرفة، حيث عمد إلى تصوير ''المحراب'' في مركز الصورة بطريقة ذكية، وذلك من خلال وضع ''آلة التصوير'' في اتجاه القبلة وقد مكنته ''كامير ا سكورا'' الحساسة للضوء وموضوع العبادة؛ من إعطاء الصورة بعدا ''متافيزيقيا''، إضافة إلى صور أخرى على غير العادة والموسومة ب''صور مائلة'' وهي 27 صورة التقطها خلال رحلته إلى ''نيويورك'' بواسطة آلة تصوير هاتفي من خلال التصوير بطريقة التظاهر بالكلام؛ حيث تظهر الصورة بدرجة ميلان 54 درجة عن خط الأفق، وهي دعوة لإعادة النظر في علاقتنا مع العالم وتوازنه. وفي السياق ذاته، عرضت الألمانية ''بكهوزر مريون'' مجموعة من الصور التقطتها من مختلف مناطق الجزائر وأعطتها اسم ''الجزائر حبي'' حيث أظهرت فيها التقاليد المتنوعة لعدة مناطق جزائرية ومدنها العتيقة ك''حي القصبة'' ومختلف شواطئها وموانئها وأسواقها الشعبية ومساجدها، كما عبرت عن حسن الضيافة والكرم بصورة لحفلة ''سبيبة'' التقليدية عند توارق جانت، أما الصور التي شدت انتباهنا هي تلك التي خصتها لأجواء الاحتفال التي صنعها مناصرو ''الخضر'' لدى التأهل لكأس العالم. ومن جانبه؛ اختار المصور كال كريم توجيه عدسته نحو البنايات والتجمعات الشعبية بمدينة ''كابين غويانا'' الفرنسية من خلال 33 صورة، مؤكدا أنه استلهم المجموعة من كتاب ''إدوي بلانيل'' اكتشاف العالم. وبدوره زين المبدع ''بلعباس نوري'' المعرض بصور تجعل الزائر للمعرض يجوب من خلالها العديد من بلدان ومدن العالم منها كوستاريكا وإسبانيا وتركيا والسنغال والبرازيل وأوكرانيا وكندا؛ وهي صور سعى من خلالها إلى بعث عامل الرغبة في السفر والاكتشاف بنفوس جمهوره وكسر كل الحواجز السياسية والدينية. ومن بين الصور التي عرضها صورة ل''أضواء استنبول'' بتركيا و''أدغال ألالوبلا'' بكوستاريكا و''قصبة ملغا'' بإسبانيا. ''مجموعة عظيمة وروعة الصين''.. هو عنوان صور نذير جمعة التي جمع فيها ثقافة العملاق النائم وتقاليده الممزوجة بشئ من المعاصرة؛ وكذا البنايات وصور لصور الصين العظيم إضافة لصور شملت مختلف الإنجازات المحققة حديثا. وبدوره تابع المصور جنيدي سيد علي الرحلة بصور لأساطير الصين وسلالاتها وهندساتها المعمارية بعرضه لصورة ''شوارع بكين'' و''الحفل الشعبي الليلي بحديقة بيهاي'' وكذا ''مدينة شنغهاي العتيقة'' و''ساحة تيان إنمن''.