يحضر عدد معتبر من نواب الشعب بالمجلس الشعبي الوطني، توجيه أسئلة كتابية وشفهية لوزيرة التربية الوطنية، نورية بن غربيت، خاصة مع موجة احتجاجات يعرفها القطاع منذ عدة أسابيع، والتي يبدو أن مؤشرات انفراج الأزمة غير بادية لحد الساعة، في الوقت الذي تصر فيه نقابة الكناباست على مواصلة الإضراب، ما من شأنه أن يرهن مصير المدرسة الجزائرية ومعها مستقبل المتمدرسين، خاصة المقبلين على امتحانات نهاية السنة. وحسب النائب عن تكتل الجزائر الخضراء، ناصر حمدادوش، فإن "مشاكل قطاع التربية لا تنتهي بسبب هذا الإفساد المتواصل والمشاكل العالقة"، وهي سياسة "مقصودة لتدمير المدرسة الجزائرية والقطاع العام فيها والذهاب بجنون نحو خصخصة القطاع"، هكذا يرى الوضع، موضحا في اتصال بÇالبلاد" أنه "لا توجد إرادة سياسية ورؤية استراتيجية" للنهوض بهذا القطاع الحساس والاستراتيجي، وبسبب ما وصفه بÇتميّع المسؤولية السياسية وهذا الترهل التي تعانيه السلطة"، تجد الوزيرة نفسها يضيف المتحدث عاجزة عن الوفاء بالتزامات الوزارة مع النقابات وفق المحاضر الممضاة منذ أكثر من سنة "وتتهرّب بأن الأمر يتجاوزها"، ودعاها حمدادوش قائلا "عليها أن تعترف بعجزها وفشلها وفشل مَن عيّنها، وعليها أن ترحل"، وحملها المسؤولية الكاملة لهذا الوضع "المتعفن والمعقّد"، معتبرا الوزيرة "غير قادرة على ضمان مكانة محترمة وظروف مريحة للمعلم والأستاذ"، متهما إياها "وهي مَن تعرّض مستقبل التلاميذ والأجيال إلى الانهيار". وحسب هذا التوصيف لوضع القطاع، فإن المعارضة تحضر جملة من الأسئلة الشفهية والكتابية لوزيرة القطاع بخصوص مشاكلها المتكررة مع النقابات، بالإضافة للقرار الأخير المتخذ من طرف الوزيرة بن غبريت، المتعلق بمنح التلاميذ أقراص مضغوطة تحمل في طياتها مختلف الدروس، وذلك في محاولة منها لتعويض الدروس الضائعة جراء الإضراب الذي مس القطاع لعدة أسابيع وتواصله نقابة الكناباست التي تطالب بالتقاعد بعد 25 سنة من الخدمة الفعلية، والترقية الآلية لمن تتوفر فيهم الشروط القانونية، وهما المطلبان الذين لم توافق الوزارة عليهما. توزيع الأقراص المضغوطة على التلاميذ والرقم السري لأرضية ديوان التكوين عن بعد من جانب آخر، وزعت وزارة التربية الوطنية على مديرياتها، الأقراص المضغوطة التي كانت قد أعلنت عنها الوزيرة يوم السبت المنصرم، من أجل تسليمها لتلاميذ البكالوريا، حيث إن الأقراص المضغوطة تتوفر على كامل دروس البرنامج السنوي لتلاميذ البكالوريا، إضافة إلى رقم سرّي خاص لكل تلميذ يسمح له بالدخول إلى موقع التعليم عن بعد الإلكتروني، وفي هذا الصدد أكد مستشار بوزارة التربية الوطنية محمد ايدار أن القرص ليس هو الحل وحده، ولكنه جزء من حل شامل قدمته وزارة التربية يشتمل على أرضية تابعة للديوان الوطني للتكوين والتعليم عن بعد ويحتوي القرص على دروس يقدمها أساتذة في كل المواد، وكأن التلميذ في القسم، وأضاف إيدار أنه باستعمال القرص يعبر عن الدخول إلى ما يسمى الآن استعمال التقنيات الحديثة في تطوير المنظومة التربوية.