قرارات بن غبريت ستُخرج التلاميذ إلى الشارع أثار قرار وزارة التربية الوطنية والإجرءات التي أعلنت عنها أول أمس انطلاقا من الأقراص المضغوطة إلى طلبة الجامعات جدلا واسعا وسط الشركاء الاجتماعيين تناقلته مختلف الأطراف التربوية على صفحات التواصل الاجتماعي، حيث أعاب هؤلاء على الوزيرة بن غبريت اللجوء إلى مثل هذه الإجراءات في محاولة لمعاقبة المضربين، مؤكدين فشل تعويض المضربين بأقراص مضغوطة، في إنقاذ التلاميذ، وأن الانتقال إلى التعليم الرقمي والاتجاه نحو التجديد البيداغوجي لن ينقذ السنة الدراسية بل سيعصف بالقطاع، ويؤدي إلى احتمال خروج التلاميذ إلى الشارع. "الكلا": بن غبريت تنتهج استراتيجية لتهديم المدرسة العمومية اتهمت نقابة الكلا على لسان رئيس مجلس ثانويات الجزائر إيدير عاشور، وزيرة التربية نورية بن غبريت، بانتهاج سياسة "الكيل بمكيالين" و"ذر الرماد في العيون" بسبب استمرارها في تأزيم الأوضاع و"انتهاج سياسة البريكولاج" للوصول إلى تهديم المدرسة العمومية الجزائرية وتفجير الأوضاع وخروج التلاميذ إلى الشارع. وقال عاشور هناك غياب ملحوظ للميكانزمات والاستراتيجيات الضرورية التي من شأنها أن ترفع من المدرسة الجزائرية مقابل الاعتماد على استراتيجية منظمة ومحكمة من طرف بن غبريت لتهديم المدرسة العمومية. واتهم المتحدث الوزارة ب"التعنت" وإصدار قرارات" سياسية" لأنها صادرة من الحكومة وليس منا، وقال إن كل الوزراء لا يملكون صلاحيات وسلطة القرار لفرض رأيهم، "بل الحكومة هي التي تحوز على هذه السلطة". وقال إيدير عاشور "قرار بن غبريت "غير صائب" وسيؤثر سلبا على مستوى أبنائنا المتمدرسين لأن مستواهم أصبح ضعيف جدا، وسيؤدي إلى تفجر الأوضاع وخروج التلاميذ إلى الشارع. "الأسنتيو" الأقراص المضغوطة ستساعد التلاميذ النجباء فقط من جهته، فسر الأمين العام لنقابة عمال التربية "الأسنتيو" عبد الكريم بوجناح أمس، الإجراءات التي أعلنت عنها بن غبريت الخاصة باللجوء إلى الأقراص المضغوطة بالاضطرارية فقط أنها غير ناجعة ولن تخدم القطاع ولا التلاميذ لأنه ستكون في خدمة التلاميذ النجباء فقط، مشيرا إلى أنه على الوصاية إيجاد الحلول للمشاكل المتراكمة قبل تأزم الأوضاع، مبديا تخوفاته من مصير التلاميذ المقبلين على اجتياز الامتحانات المصيرية خصوصا امتحانات البكالوريا، في إشارة منه إلى ضرورة الوصول إلى اتفاق مع نقابة "الكنابست" من أجل الحفاظ على استقرار السنة الدراسية الجارية. الكنابست: الوزيرة تستخف بعقول الجزائريين وعلى سلال التدخل أكد المجلس الوطني لأساتذة الأطوار الثلاثة للتعليم الكنابست أن الإجراءات المتخذة من طرف الوزيرة بن غبريت والاعتماد على الطلبة والأقراص المضغوطة استخفاف بعقول الجزائريين وتهدف إلى إشعال النار وتعفين وضع قطاع التربية عوض التزام أسلوب التهدئة. وقال مسعود بوذيبة المكلف بالإعلام على مستوى المجلس تصريحات بن غبريت والإجرءات التي أعلنت عنها أمس هي تحريضية واستفزازية للأساتذة بمعنى أن هذا الأسلوب يدعو إلى تعفين الأوضاع وليس استقرار القطاع ووصف بوذيبة إجراء الوصاية باللجوء إلى الأقراص المضغوطة بالاستخفاف بعقول الجزائريين لأن الأقراص لو كانت ستعوض الأساتذة لما كان هناك مشكل توظيف في قطاع التربية ولا مشكل الشغور الذي نعيشه اليوم بسبب التقاعد وقال "إن الأقراص لا تعوض الأساتذة ولا تبلغ الهدف المسطر، مشيرا إلى أنه في حال طبقت من أجل تدعيم التلاميذ فهي مقبولة أما إذا طبقت لتعويض الدروس الضائعة، فلن تفلح بن غبريت في ذلك ولن تبلغ الهدف المسطر وستؤدي إلى تفجر الأوضاع لا لتهدئتها، كما أشار إلى أن الحل يكمن في تجسيد المطالب المرفوعة خاصة أن الأستاذ والتلميذ أصبحا ضحية الوزارة التي تبين وتؤكد مع الوقت فشلها في تسيير شؤون القطاع، مشددا على أن الوضع أصبح يستدعي تدخل الوزير الأول لإنقاذ القطاع قبل فوات الأوان. فاطمة الزهراء حراث، مديرة الدراسات السابقة بالوزارة ل"البلاد": قطاع التربية دخل مرحلة الخطر وعلى السلطات العليا التدخل قالت مديرة الدراسات السابقة بوزارة التربية الوطنية فاطمة الزهراء حراث، إن قطاع التربية دخل مرحلة الخطر وأصبح يعيش أزمة حقيققة تستدعي تدخل الحكومة لأن القضية تعدت الوزارة والنقابات وأصبحت وطنية أثرت على المجتمع ككل من أولياء وأساتذة. وانتقدت المتحدثة لجوء بن غبريت إلى الأقراص المضغوطة التي قالت إنها لن تحل المشكلة، داعية بن غبريت الى البحث عن حلول في مستويات أخرى وتقديم حلول جذرية للمشكل. أكدت فاطمة الزهراء حراث، أمس، أن اعتماد الأقراص المضغوطة التي أعلنت الوزيرة نورية بن غبريت، تتطلب وسائل تكنولوجية أخرى حيث لن يتم تكليف التلاميذ بمراجعة الدروس عن طريق الأقراص بين ليلة وضحاها. وأشارت حراث، امس في اتصال بÇالبلاد"، إلى أن القرص لن يحل المشكلة خاصة أن أغلبية المؤسسات التربوية لا تحتوي حتى على هاتف فما بال الحديث عن وسائل تكنولوجية أخرى، مؤكدة أن الأقراص لن تحل المشكلة وعلى الوزارة البحث عن حلول للأزمة التي يعيشها القطاع في مستويات أخرى وتقديم حلول جذرية. كما أوضحت الإطار السابق في وزارة التربية الوطنية، أنه من واجب الوصاية التفكير في حل أنجع لهذه المشكلة كإقناع المضربين بوقف الإضراب لأن الأستاذ مهما كانت مطالبه فإن استمرار الإضراب لا يخدمه ايضا لذا توجب معالجة المشكلة بوسائل أخرى، تضيف حراث. وفي سياق ذي صلة، شددت فاطمة الزهراء على ضرورة تدخل الحكومة لإنهاء الأزمة التي يعيشها القطاع قبل فوات الأوان لأن المشكله تعدت الإضراب وأصبحت مشكلا وطنيا أثر على المجتمع ككل من أولياء وأساتذة وتلاميذ خاصة في ظل الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد. وشددت المتحدثة على أنه لا يحق لأي أحد توظيف التلاميذ سواء الوزارة أو النقابات لأن القضية قضية وطنية تتطلب العقل والموضوعية لمواجهة المشكلة وحلها.