فجّر كتاب جديد في فرنسا، بعنوان العبقري السيء، سيصدر اليوم الخميس، للصحافيين في جريدة لوموند الفرنسية، "أريان شومان"، وÇفانيسا شنايدر"، جدلا واسعا في فرنسا، بعد أن جاء في هذا الكتاب أن ساركوزي الذي كان في ذروة الحملة الانتخابية للجولة الثانية من الرئاسة، سنة 2012، كان ينوي شجب اتفاقيات إيفيان، التي أدت إلى استقلال الجزائر ورسمت العلاقات بين البلدين. ويأتي هذا الجدل، بالتوازي مع حلول ذكرى يوم النصر المخلد لتاريخ إعلان وقف اطلاق بين جبهة التحرير الوطني وسلطات الإستعمار بناء على اتفاقية ايفيان. وجاء في الكتاب الجديد أن ساركوزي كان بالفعل سيقترح شجب اتفاقيات إيفيان التي أدت إلى استفتاء استقلال الجزائر، وهي الفكرة التي طغت لعدة أسابيع خلال الحملة الانتخابية سنة 2012 التي خسرها ساركوزي لصالح الرئيس الفرنسي الحالي فرنسوا هولاند. وحسب المعطيات التي كشف عنها الكتاب، فإن الفكرة جاءت بناء على اقتراح من أحد مستشاريه، هو اليميني باتريك بواسو الذي يتمحور حوله الكتاب والذي هو متابع حاليا في قضية تجسس على ساركوزي خلال عهدته الرئاسية بين 2007 و2012. وما يزيد القضية جدلا هي وعود قدمها ساركوزي آنذاك خلال حصة تلفزيونية على قناة فرانس 2 بثت يوم 26 أبريل 2012 بالحديث في القضية، إلا أن ساركوزي حسب ما جاء في الكتاب تراجع في آخر لحظة عن الفكرة، على الرغم من أن هذا الطرح كان سيجلب له مؤيدين كثر، خاصة بين أنصار اليمين المتطرف. وساعات بعد انتشار المعلومات التي يحملها الكتاب بين طياته، سارع محيط نيكولا ساركوزي إلى النفي، حيث أكد النائب المقرب من ساركوزي، هنري غوينو، أن هذا الأمر لم يكن مطروحا أبدا. كما أن التراجع عن اتفاقيات إيفيان التاريخية، التي أفضت إلى استقلال الجزائر، يبدو أمرا غير معقول. فيما أوضحت مصادر مقربة من ساركوزي لوسائل اعلام فرنسية، أن الأمر لا بد أن يتعلق بخلط ما، مع الاتفاقية الفرنسية الجزائرية حول الهجرة، الموقعة بين البلدين في 27 ديسمبر 1968، والتي كانت هي المطروحة للتعديل وليس غيرها. وكان وزير الداخلية السابق دحو ولد قابلية قد رفض أول أمس فتح جدال مع بعض المؤلفين خلال استضافته في منتدى يومية المجاهد حول كتابات تتعلق بأحداث ثورة نوفمبر 1954 لاسيما المتعلقة باتفاقيات ايفيان، واصفا هذه الكتابات بالأكاذيب، موضحا أنه سيقدم المزيد من التوضيحات بهذا الخصوص في المذكرات التي هو بصدد كتابتها.